ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بصور جوازت سفر السوريين اللاجئين في تركيا نحو ثلاثة ملايين شخص نشرت بياناتهم الشخصية على الملأ والمتهم حسب السلطات التركية طفل بعمر الـ14 عاما يظهر السوري في التسريبات مختزلا بجواز سفر وثيقة رسمية صادرة عن نظام الأسد تثبت أنه الأكثر ضعفا يحمل وثيقة ثمنها آلاف الدولارات في بعض الأحيان تثبت أنه سوري وهارب من بلاده جواز سفر تحول إلى ورقة مساومة أحيانا يزورها بعضهم كي يثبت أنه سوري ويستحق مساعدة العالم مرعبة هذه الملايين من الصور لسوريين وسوريات بعضها مزيف وبعضها لمواطنين عرب تتداول بين الجميع الرابح الأكبر منها هو النظام السوري والعنصريون ومحتالو الإنترنت لكن المرعب أكثر هو الأوجه تلك التي تتشابه بعد تصفح عشرات جوازات السفر لكل واحد منها حكاية ومأساة وخوف من أن يبتلى صاحب جواز السفر بجريمة لم يرتكبها جواز السفر يتجاوز وظيفة إثبات هوية صاحبه كوسيلة لرسم الحدود فصاحبه مقيد وممنوع من الحركة خصوصا السوري الذي يصنف جواز سفره كواحد من الأسوأ في العالم حامل هذا الجواز مهدد دائما بل مضطر حتى إلى دفع 100 دولار كي يدخل إلى بلاده نفسها إن كان مسافرا انتشرت صور جوازات السفر على وسائل التواصل الاجتماعي ذات المنصات التي تحولت إلى مساحات للترويج يستخدمها سوريون ينشرون صور جوازات سفرهم الأوروبية بعد حصولهم على الجنسية صور تحمل فرحا سببه أنهم تلخصوا من لعنة جواز السفر السوري آخرون خصوصا ممن بقوا في سورية وقيد جواز السفر عملهم وتنقلهم بدأوا بشراء جوازات سفر جديدة تلك التي تعطى للمستثمرين في بعض جزر الكاريبي ليتحول الجواز الجديد وحامله إلى جزء من حملة إعلانية مفادها أن لعنة جواز السفر السوري يمكن الفكاك منها بالمال ليفتح العالم أمام حامل جواز السفر الجديد أو حسبما يقول باسم ياخور الممثل السوري المقرب من النظام بعدما اشترى جواز سفر كاريبي جواز السفر هذا يتيح لي التحرك بحرية في مختلف أنحاء العالم حتى في الدول التي تحتاج لتأشيرة إثر التسريب تحولت هوية الأشخاص إلى محتوى خبر يتداول بين المنصات والمواقع الإخبارية أوجه من دون تعابير تحدق فينا تاركة إيانا أمام أسئلة لامتناهية عن عذابات السوري ورحلته خارج بلاده واحتمالات الخطر التي تهدده في تركيا لكن الأهم لا تفاصيل حول المتهم بالتسريب أو عقوبته تتابهى دول العالم بجوازات سفرها تلك التي يكتب على بعضها أن الجيوش والأساطيل ستتحرك لإنقاذ أو مساعدة حامل جواز السفر في الحالة السورية جواز السفر تهمة لا يتحرك شيء لحماية حامله سوى أصوات الإدانات والمطالبة بحماية أولئك الأضعف في حين أن النظام السوري حول جواز السفر إلى تجارة يستفيد منها لملء خزانته الخاضعة للعقوبات الأوروبية والأميركية جواز السفر السوري اكتسب صيغة جديدة حين بدأ ائتلاف المعارضة السورية بإصدار جوازات سفر للسوريين جوزات تحاول كسر هيمنة النظام على حركة الذين هجرهم ولجأوا إلى خارج سورية وتبين أن جواز الائتلاف لا يمتلك اعترافا رسميا بل أوقفت السعودية حجاجا يحملون جواز السفر البديل هذا كونهم يسافرون بوثيقة لا اعتراف دوليا بها يرى كثيرون وخصوصا الأناركيين أن جواز السفر وسيلة للهيمنة مرتبطة بالدول الوطنية والحدود الإقليمية التي تقيد حركة الفرد وتمنعه من اختبار العالم كونها وسيلة لضبط المواطنين وإحصائهم في الحالة السورية جواز السفر تحول إلى لعنة ومحتوى يتم تبادله ووسيلة للإدانة والأهم نكتة للتداول فأي هجوم إرهابي في أي مكان في العالم تتلوه عبارة هل وجدت السلطات جواز سفر سوري قرب مكان الحادث وكأن أسهل وسيلة للإدانة والاتهام هي جواز سفر مرمي بين الحطام والدماء