اخبار وتقارير القضية الجنوبية وحل الدولتين

السبت – 08 نوفمبر 2025 – الساعة 10:49 م بتوقيت عدن ،،،
عرب تايم/ خاص
بقلم / عيدروس نصر
تصاعد الحديث خلال الأيام الأخيرة عن موضوع “حل الدولتين” في اليمن ليتخذ منحيين متعارضين ومتصادمين؛ منحىً ينظر إلى من لا يقر بحل الدولتين بأنه يسلب حقاً من حقوق الجنوبيين مقراً ومحسوماً ومتفقاً عليه بشكلٍ نهائي بين أطراف الصراع في اليمن، ومنحىً آخر يشيطن كل من يتحدث عن القضية ويعتبر من يقول بحل الدولتين إنما يرتكب واحدةً من الكبائر التي لا تقل عقوبتها عن المأوى إلى جهنم وبئس المصير.
وقد استغل القائمون على إعلام اسطنبول ومن على شاكلته الحديث الذي أدلى به وزير خارجية الجمهورية اليمنية الدكتور شائع محسن عن عدم طرح موضوع حل الدولتين على الطاولة، واعتبروه ضربةً قاصمةً لما يسمونه بـ”مشروع الانفصال وتمزيق اليمن”، ولو لم يكن من أدلى بهذا الحديث وزيراً محترماً وذا خلفية سياسية ووطنية جنوبية كالدكتور شائع لما أولوا القضية أي اهتمام، لكنها سياسة دق الأسافين التي دأب عليها إعلام صنعاء وتفريخاته المختلفة والممتدة إلى أزمنة محمد خميس وبقية تلاميذ مدرسته.
ولمناقشة هذه القضية يمكن التعرض للحقائق الأساسية التالية:
1. إن الحديث عن العودة إلى وضع الدولتين اليمنيتين المتجاورتين والمتعاونتين والمتعايشتين ليس جديدا ولم يطرح لللمرة الأولى بل هو موضوع نقاش وتداول منذ نهاية الحرب الإجرامية الأولى على الجنوب عام 1994م، وهو لا يمثل بدعةً سياسيةً ولا هو جريمةً أخلاقية أو دينية أو جنائية أو حتى سياسية، بل هو موقف سياسي يجب أن ينظر إليه بواقعية وبتبصر واحترام، مثل أي موقف أو رؤية سياسية كالدعوة إلى الدولة الفيدرالية أو الكونفدرالية.
2. على المتعنتين والمتنطعين أن يتذكروا أن اليمن، بمعناها الجغرافي كانت دولتين متجاورتين، وعاشتا فترات من الجوار والتعايش والتعاون والشراكات مختلفة المستويات، رغم مؤثرات زمن القطبين وظروف الحرب الباردة، والتدخلات الخارجية، وكان يمكن للدولتين الشقيقتين أن تستمرا في التعايش والتعاون والتكامل على نحو أفضل بعد نهاية الحرب الباردة وزوال الاستقاطاب الدولي المتصل بتلك الحرب، لولا كارثة “الوحدة”
ارسال الخبر الى: