اخبار وتقارير كيف حول الجنوبيون نكبة 7 يوليو إلى ثورة وانتصارات يخلدها التاريخ

بدأت مؤشرات الانقلاب مبكرًا، حين شنّت أطراف في الشمال، وعلى رأسها حزب الإصلاح (الواجهة السياسية للإخوان المسلمين)، حملات تحريض دينية ممنهجة ضد الجنوبيين، وصوّرتهم كـ”ملحدين” و”انفصاليين”، لتبرير استهدافهم. في الوقت نفسه، شهد الجنوب موجة اغتيالات سياسية طالت مئات القادة والضباط والكفاءات الجنوبية خلال أعوام قليلة، دون أي تحقيق أو مساءلة. واستُكملت المؤامرة عبر إقصاء الكوادر الجنوبية من مواقع القرار، وفرض واقع جديد قائم على السيطرة والتهميش.
توالت الخروقات، وبلغت ذروتها بالتنصل الكامل من وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في عمّان عام 1994، والتي كانت بمثابة محاولة أخيرة لإنقاذ مشروع الوحدة. لكن صنعاء اختارت الحرب، وأعلنت رسميًا في 27 أبريل 1994 شن عدوان شامل على الجنوب، تمهيدًا لاجتياحه بالقوة.
وفي 7 يوليو 1994، سقطت العاصمة الجنوبية عدن بيد قوات الشمال، بعد أسابيع من القصف العشوائي والمعارك الضارية، لتبدأ مرحلة الاحتلال اليمني للجنوب. لم تكن مجرد سيطرة عسكرية، بل رافقها جرائم وحشية بحق المدنيين، وعمليات نهب ممنهجة طالت البنوك والمؤسسات والمرافق العامة والخاصة، إضافة إلى تدمير ممنهج لمؤسسات الدولة الجنوبية، وطمس كل مقومات الهوية الوطنية الجنوبية .
عقب ذلك، عاش الشعب الجنوبي عقودًا من القهر والتسلط، حيث تعرض الآلاف للتسريح القسري من مؤسسات الدولة، وجرى نهب ثروات الجنوب من نفط وغاز وأراضٍ، وتحول المواطن الجنوبي إلى غريب في وطنه، مجرد من الحقوق، تحت وطأة حكم استبدادي غاشم.
غير أن هذا الظلم لم يدفع الجنوبيين إلى الاستسلام، بل فجّر فيهم روح المقاومة، فكانت انطلاقة الحراك
ارسال الخبر الى: