احتدام سباق التسلح بين الصين والهند

٢٨ مشاهدة
كشفت الهند النقاب قبل أيام عن دبابة خفيفة محلية الصنع من طراز زوراوار مخصصة لمنطقة الحدود المتنازع عليها بين الصين والهند في جبال الهيمالايا ووفق صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية الأحد الماضي فإن هذه الدبابة أكثر ملاءمة للتضاريس الجبلية من الدبابات القتالية الثقيلة للجيش الهندي ومن المتوقع دخولها الخدمة في غضون ثلاث سنوات وأضافت الصحيفة أن نيودلهي كشفت بعد عامين ونصف العام فقط من التطوير عن نموذج أولي لهذه الدبابة وهي نتاج مشروع مشترك بين منظمة البحث والتطوير الدفاعية الحكومية وشركة التصنيع لارسن آند توبرو وقد ظهرت لأول مرة في السادس من يوليو تموز الحالي في منشأة اختبار بولاية غوجارات شمال غربي البلاد وقد تمت تسميتها تيمنا بالجنرال الهندي زوراوار سينغ 1784 ـ 1842 الذي هزم الصينيين في حرب دوغرا ـ التيبت مايو أيار 1841 ـ أغسطس آب 1842 ووقعت المعركة حينها في منطقة وادي غالوان في لاداخ حيث وقعت اشتباكات متقطعة بين الصين والهند بين مايو 2020 ويناير كانون الثاني 2021 كاي فنغ الهند لا تزال بعيدة جدا في سباق التسلح فالصين تملك الأفضلية التجارب الهندية ونقلت ساوث تشاينا مورنينغ بوست عن رئيس منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية سمير كامات قوله إن تجارب التطوير للعمل في الصحراء والارتفاعات العالية من المتوقع أن تكتمل في غضون ستة أشهر ومن المقرر بعد ذلك تسليمها إلى الجيش الهندي لإجراء المزيد من التجارب وأن تدخل الدبابة الخدمة بحلول عام 2027 وكانت السلطات الهندية العسكرية قد تقدمت من منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية بطلب للحصول على دبابة خفيفة جديدة في إبريل نيسان 2021 بعد أن أرسل الجيش الصيني دباباته الخفيفة تايب 15 إلى الخطوط الأمامية إذ لم يكن لدى الجيش الهندي سوى دبابات قتال ثقيلة من طراز تي 90 وتي 70 وهي غير مناسبة للتضاريس الجبلية الوعرة وبدأ تطوير دبابة زوراوار في أعقاب الاشتباك الحدودي الذي وقع عام 2020 مع الصين هو الأسوأ منذ أربعة عقود والذي أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين واستمرت قوات الجانبين في المواجهة في منطقة الحدود المتنازع عليها في جبال الهيمالايا منذ ذلك الحين ولا تزال المحادثات متعثرة كما أرسل الجانبان المعدات والأفراد إلى المنطقة وأجريا تدريبات بالذخيرة الحية وتتقاسم الصين والهند آلاف الكيلومترات من الحدود غير المحددة المعروفة باسم خط السيطرة الفعلية والتي تمتد على سلسلة من أعلى جبال العالم بمتوسط ارتفاع يزيد عن 4 آلاف متر ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست عن الخبير العسكري الصيني لو جي بينغ قوله إن الدبابات الثقيلة ستتأثر بالارتفاع وأنه عادة تنخفض قوة المحرك بنسبة 1 في كل مائة متر من الصعود لذا على هضبة ترتفع أربعة آلاف متر فإن 40 من قوة المحرك تنفد وأضاف لكن باعتبارهما دبابتين خفيفتين فإن النموذج الأولي من دبابة زوراوار والدبابة الصينية تايب 15 أظهرا تمتعهما بمحرك عالي القدرة وجسم خفيف نسبيا مما جعلهما أكثر رشاقة وأكثر ملاءمة للتضاريس الجبلية في الهيمالايا وعن مميزات زوراوار قال لو إن وزنها يبلغ 25 طنا ولديها وحدات عائمة قابلة للإزالة تجعلها برمائية وهي شبيهة بالدبابة تايب 15 التابعة للجيش الصيني التي دخلت الخدمة منذ عام 2018 ويتم تشغيلها بواسطة طاقم مكون من ثلاثة أفراد ولديها مدفع رئيسي عيار 105 ملم وأضاف تتمتع كلتا المركبتين بصواريخ يتم إطلاقها من المدافع والرشاشات فضلا عن محطات أسلحة يتم التحكم فيها عن بعد وقاذفات قنابل آلية كما تبلغ السرعة القصوى لمركبة زوراوار 65 كيلومترا في الساعة بينما يمكن لمركبة تايب 15 الوصول إلى سرعة 70 كيلومترا في الساعة ومن بين ميزاتها أيضا أنها تحتوي على نظام استشعار تحذيري بالليزر للكشف عن الصواريخ المضادة للدبابات ويمكنها نشر قنابل الدخان تلقائيا إذا تمت إضاءة الدبابة بواسطة شعاع ليزر للعدو يوان تشو أشك في قدرة دبابة زوراوار على دخول الخدمة خلال ثلاث سنوات الصراع بين الصين والهند في رده على سؤال لـالعربي الجديد حول تأثير طبيعة المنطقة على شكل وأدوات الصراع بين الصين والهند وكيف يمكن أن يفرض ذلك مقاربات واستعدادات عسكرية تقليدية قد لا تنفع معها التكنولوجيا العسكرية المتطورة قال الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية يوان تشو إن جيش التحرير الشعبي الصيني أول من تنبه إلى هذه النقطة وبادر إلى نقل مدرعاته الخفيفة من نوع تايب 15 إلى الشريط الحدودي بين الصين والهند قبل أكثر من ثلاث سنوات ولفت إلى أن عبور التضاريس والجسور والأنفاق الصغيرة والطرق الضيقة في تلك المناطق كان صعبا بالنسبة للدبابات الثقيلة وغيرها من المعدات العسكرية الضخمة لذلك كان الخيار بنقل الدبابات الخفيفة إلى المناطق النائية عن طريق القطارات والطائرات العسكرية وإذ اعتبر أن إقدام الهند على هذه الخطوة مجرد محاكاة للتجربة الصينية فإن يوان شكك في إمكانية دخول الدبابة زوراوار نطاق الخدمة في ظرف ثلاث سنوات وقال إن الأمر يتطلب الكثير من المكونات الدقيقة والأجهزة المتطورة غير المتوفرة في الهند وهو ما قد يشكل تحديا كبيرا لنيودلهي خلال السنوات المقبلة وأشار إلى أن عدم الحصول على هذه التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي تساعد في عمليات الاستشعار عن بعد وتحديد الأهداف ستجعل المدرعة مجرد تابوت حديدي للجنود داخلها من جهته قال الخبير في الشؤون الآسيوية المقيم في هونغ كونغ كاي فنغ في حديث مع العربي الجديد إن الهند لا تزال بعيدة جدا في مسألة سباق التسلح في منطقة الهيمالايا إذ إن بكين تملك أفضلية من حيث التمركز والانتشار العددي للقوات البرية وكذلك استخدام التكنولوجيا المتطورة مثل المسيرات التي تنقل الصور وتقدم الإشارات المباشرة والسريعة إلى المدرعات الخفيفة المنتشرة على الأرض والتي تتميز بمرونة الحركة في المناطق الوعرة ولفت إلى أن الجيش الصيني يمتلك 175 ألف مركبة مدرعة صغيرة الحجم بينما لا تزال الهند تتطلع لتطوير دبابات خفيفة من طراز زوراوار التي يصل عددها إلى 59 دبابة لا تزال تحت الاختبار وأضاف أن الهند لديها سجل سيئ في مسألة التطوير الذاتي وتجارب فاشلة كثيرة منها مراحل التأخير التي شهدت تطوير الدبابة القتالية الهندية الرئيسية أرجون قبل دخولها نطاق الخدمة في عام 2004

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح