احتجاجا على بدء العام الدراسي في قلب الصيف نمت 18 ساعة

31 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

عبدالوهاب قطران

بدنياً الله، وفي كل بلدان العالم المحترمة، الصيف إجازة. المدارس والجامعات لا تفتح أبوابها إلا مع بداية أكتوبر، بعد أن تهدأ حرارة الشمس وتبرد الأعصاب.

أما في هذه العاصمة المنكوبة، التي تخضع لهيمنة “أولياء الله”، فقد قرروا أن يغيّروا تقويم التعليم ليبدأ العام الدراسي مع بداية عامهم الهجري، دون أدنى اعتبار للمنطق أو مصلحة الناس!

هكذا، وبلا مقدمات، باغتنا العام الدراسي ونحن لم نكاد نفيق من غيبوبة عيد الأضحى، ومن قبله غيبوبة رمضان وعيده. فُتحَت المدارس في عزّ القيظ، تحت هجير شمس لاهبة، وفي وقت الجيوب فيه صفراء لا لشيء إلا لأنهم جففوها بسياساتهم العرجاء.

حتى النصف المرتب، تلك “الصدقة” التي كانت تصرف لنا كل 25 من الشهر الميلادي، لم تعد تُمنح في وقتها. جاءت حكومتهم، حكومة “التغيير الجذري”، وألحقت القضاء بوزارة المالية، وسلبت منه ما تبقى من استقلال. وهكذا، صار المرتب يصرف – إن صُرف – في العاشر من الشهر التالي!

ومع كل هذا، وبكل بجاحة، أعلنوا بدء الدراسة!

كيف؟!

الناس للتو عادوا من العيد، والحرّ لا يُطاق، والمطر على الأبواب، وجيوب الأسر مثقوبة فارغة!

الأولاد كلٌ يريد ميزانية تسجيل، ودفعة أولى للجامعات التي باتت مشاريع ربحية بعد أن تم تسليع التعليم وخصخصة الحق الدستوري بالتعليم المجاني .

يريدوا تكاليف كتب، دفاتر، رسوم، تنقلات… وكلها تنهك كاهل ارباب الأسر المنهكة أصلًا من فقر ومن كدر.

احتجاجًا على هذا الجنون، قررنا أن نعتصم بالنوم!

نعم، نووووم، فليس لنا من وسيلة للاعتراض إلا النوم، والنوم وحده!

منذ منتصف ليل امس حتى فجر اليوم نمت… استيقظت مغرب،لم امضغ اغصان القات تغديت، ثم عدت إلى فراشي أصارع الرازم وأحلم بوطن آخر.

وسأواصل النوم حتى ترفع هذه الغمّة، أو حتى تفيق هذه البلاد من كوابيسها.

شلوا لكم صنعاء بمدارسها وجامعاتها، واتركوا لنا الله والنوم…

ولا فاز إلا النوووم.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح