اتفاق إماراتي سعودي على محورية صنعاء بمصير الجنوب

بعد أسابيع من التناحر بالوكالة شرقي اليمن، تقر الحليفتان في الحرب على اليمن “السعودية والإمارات” لأول مرة بمحورية صنعاء في تحديد مصير الجنوب، وهو ما يؤكد إدراك هذه الدول بأن القرار في اليمن يبقى بيد حركة أنصار الله.

في الرياض، لوحت المملكة بالتحالف مع من وصفتهم بـ”الحوثيين” لاستعادة جنوب وشرق اليمن، وهي المرة الأولى التي ترفع فيها السعودية هذه الورقة في وجه حليفتها الصغرى الإمارات وقد جردتها من كافة مناطق نفوذها في اليمن.

ومع أن صنعاء لم تعلق على هذه الخطوة، وسط تصريحات حول دراسة العرض، الذي أطلقته السعودية عبر نائب وزير الخارجية في الحكومة التابعة لها جنوبي اليمن ومن على قناة تابعة لها ومن عاصمتها أيضاً، إلا أن المملكة قرنت ذلك بالتحرك على الأرض بإعلان اتفاق من مسقط عُدَّ الأول من نوعه، وحمل من حيث التوقيت رسائل أبعد من تبادل الأسرى، وقد أعاد توحيد المكونات اليمنية شمالاً بمن فيها الإصلاح الذي كان ذراعها الطولى في المعركة باليمن.

في المقابل، بدأت الإمارات تحركات موازية للتقارب مع صنعاء؛ حيث تفيد التقارير الواردة من أبوظبي باستدعائها لسفير اليمن بالقاهرة خالد بحاح، الذي أدار حكومة خلال سيطرة أنصار الله على صنعاء واتُّهم حينها بقربه من أنصار الله “الحوثيين”.

تقول المصادر بأن الإمارات تبحث مع بحاح خيار تشكيل حكومة جنوبية، وهي بذلك تحاول التقارب مع أطراف إقليمية ومحلية على رأسها حركة أنصار الله التي يحتفظ بحاح بعلاقات معها، إضافة إلى سلطنة عمان التي استبق بحاح زيارته لأبوظبي بالثناء عليها كرسائل طمأنة.

وبغض النظر عما يدور في كواليس وأقبية العواصم الخليجية وتحديداً الرياض وأبوظبي، تؤكد هذه التحركات بأن الدولتين اللتين قادتا تحالفاً في العام 2015 ضد صنعاء واستدعتا له مرتزقة وتقنيات من مختلف الدول النامية والمتقدمة، باتتا تحسبان لصنعاء ألف حساب في تحركاتهما وسباقاتهما حتى وإن كانت المناطق المستهدفة خارج سيطرتها.

مع أن القوى اليمنية في صنعاء لم تعلن موقفاً رسمياً حول التطورات الأخيرة شرقي اليمن والتي رجحت كفة الإمارات على حساب السعودية، رغم بياناتها