إيمالين بليك الأشياء التي لم أكن أعرفها عن غزة

٤٠ مشاهدة
جدارية كبيرة للصحافي الفلسطيني ومراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح مرسومة على أحد الأسوار في شوارع العاصمة الأيرلندية دبلن إلى جانب الجدارية كتب باللغة الإنكليزية بخط واضح الحرية لفلسطين العمل رسمته إيمالين بليك وهي معلمة وفنانة غرافيتي أيرلندية بعد إجلاء وائل الدحدوح من غزة إلى قطر للعلاج نشرت بليك صورة للعمل في صفحتها على منصة إنستغرام معبرة عن امتنانها له لأنه ساهم كما تقول في تعريفها وتعريف العالم بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي استهدفت غارة جوية إسرائيلية عائلة الدحدوح فاستشهدت زوجته آمنة وابنته شام وابنه محمود وحفيده آدم إضافة إلى ثمانية أقارب آخرين وفي ديسمبر كانون الأول بينما كان الدحدوح والمصور سامر أبو دقة يغطيان الغارة الجوية على مدرسة حيفا استهدفتهما طائرة إسرائيلية من دون طيار وأصيب وائل بشظايا أصيب سامر أيضا بجروح خطيرة ورفضت قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إليه وتركته ينزف لساعات قبل أن يفارق الحياة بعد هذا الحادث بأيام اغتالت إسرائيل الصحافي الشاب حمزة الدحدوح وهو الابن الأكبر لوائل بينما كان في طريقه برفقه زميله المصور لتغطية غارة جوية شنتها إسرائيل تقول بليك لا أستطيع تخيل الألم والصدمة والحزن الذي يمر به هذا الرجل وكيف كان يعود إلى الكاميرا من جديد بعد كل ضربة يتلقاها ليكشف لنا عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل هذه الإرادة والقوة التي يتمتع بها وائل الدحدوح لا أستطيع أن أستوعبها وهي أمر نادر ولقد رسمت له هذه الصورة تقديرا له ولزملائه لأشكره على كل ما فعله تلفت الفنانة الانتباه إلى العدد الكبير من الصحافيين الذين استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة فخلال مائة يوم فقط استشهد أكثر من 120 صحافيا فلسطينيا في مقابل 69 صحافيا خلال السنوات الخمس للحرب العالمية الثانية تقول بليك لم يسقط مثل هذا العدد من الصحافيين في أي صراع عرفه العالم من قبل إنها جريمة حرب وإبادة جماعية وليس لها مسمى آخر للفنانة الأيرلندية العديد من الرسوم المنتشرة في شوارع دبلن وجميعها متعلقة بقضايا مختلفة تخص المرأة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ترسم بليك وجوه الشخصيات المؤثرة للفت الانتباه إلى القضايا التي يمثلونها فقد رسمت جورج فلويد كما رسمت أيضا السياسي المصري المعتقل علاء عبد الفتاح وغيرهم من الشخصيات المؤثرة وأصحاب القضايا من شتى أنحاء العالم ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اقتصر نشاط بليك على القضية الفلسطينية وحدها كما أنها تنخرط منذ شهور في العديد من الأنشطة والتظاهرات المطالبة بالعدالة للشعب الفلسطيني تعبر بليك عن غضبها من خلال الرسم كما تكتب الشعر أحيانا وهي ترى أن الصور ومقاطع الفيديو القادمة من فلسطين هي من أكثر الصور المزعجة التي رأتها في حياتها لا يضاهي هذه الصور في البشاعة كما تقول بليك سوى صور ومقاطع الفيديو التي طالعتها حين زارت معسكر أوشفيتز في بولندا وهو معسكر اعتقال وإبادة أدارته ألمانيا النازية ليهود أثناء الحرب العالمية الثانية تقول بليك إن ما نشهده الآن هو إبادة جماعية أخرى وليس دفاعا عن النفس فقتل الأطفال ليس دفاعا عن النفس والاستهداف المتعمد للمدنيين لا يعد دفاعا عن النفس إنه لأمر مؤسف أن يكتفي العالم بالمشاهدة في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل كل هذه الجرائم الوحشية بل هناك أنظمة تقدم دعمها للقتلة من بين الصور التي رسمتها بليك وكان لها أثر بالغ عليها امرأة فلسطينية تحتضن جسد طفلة صغيرة استشهدت بعد غارة جوية إسرائيلية الصورة التقطها الفلسطيني محمود بسام في نهاية أكتوبر الماضي رسمت بليك هذه الصورة على جدار كبير في دبلن وتظهر فيها الطفلة ملفوفة بعلم فلسطين تقول بليك لقد حطمت هذه الصورة قلبي إنها مجرد طفلة واحدة من بين آلاف الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل عدد كبير من هؤلاء الأطفال ليس لديهم عائلات ليحزنوا عليهم مثل المرأة في هذه الصورة لأنهم قتلوا مع عائلاتهم انتهت بليك من رسم هذه الصورة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ولم تكن حينها تعرف هوية الطفلة حتى تلقت رسالة من خالتها سامية الأطرش المقيمة في غزة تشكرها فيها على عملها تعمل الأطرش صحافية مستقلة في غزة وتقيم حاليا في رفح مع شقيقها وجدتها وهما الأقارب الوحيدون المتبقون لها أخبرتها الأطرش بأن الطفلة في الصورة هي ابنة أختها ماسة التي استشهدت مع أمها وشقيقتها الكبرى لينا في غارة إسرائيلية على المنزل الذي يسكنون فيه تأثرت بليك برواية سامية الأطرش وطلبت منها صورة لابنة أختها لترسمها من جديد في فبراير شباط الماضي انتهت بليك من رسم صورة كبيرة لماسة على مبنى من طابقين وإلى جوار الرسم وضعت كودا يمكن مسحه عن طريق الهاتف للتعرف إلى حكاية ماسة وعائلتها وقراءة القصيدة التي كتبتها بليك عنها القصيدة بعنوان للمرة الثانية أرسمك وتعبر خلالها الفنانة عن مشاعرها تجاه الطفلة ماسة وكل الأطفال الفلسطينيين في مثل عمرها تقول بليك تحكي القصيدة عن الأشياء التي لم أكن أعرفها عن ماسة في المرة الأولى التي رسمتها فيها فحينها لم أستطع رؤيتها فقد كان جسدها ملفوفا في القماش تتواصل الفنانة اليوم مع سامية الأطرش باستمرار عن طريق الإنترنت وتتعاونان معا لجمع المساعدات والتبرعات للفلسطينيين في قطاع غزة تعرض بليك في صفحتها على إنستغرام تصاميم مختلفة لقمصان وقبعات تحمل عبارات مؤيدة للشعب الفلسطيني وتوجه عائد المبيعات لمساعدة فلسطينيي غزة بالتعاون مع سامية الأطرش كما تشارك باستمرار في المسيرات التي تنظم من وقت لآخر في مدينتها دبلن

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح