إيكونوميست سياسة الحوثيين المتهورة تجاه السعودية قد تأتي بنتائج عكسية بزمن ترامب

دفعت الأزمة المالية للحوثيين في اليمن لاستئناف تهديداتهم للسعودية بعد نحو أربع سنوات من التهدئة، لكن ووفق تقرير مجلة بريطانية “مع وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض، فإن سياساتهم المتهورة قد تأتي بنتائج عكسية”.

وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني، دوت صفارات الإنذار في وقت الغداء في العاصمة السعودية، وقد أجري تدريبًا مشابهًا عام 2021. وصرح مسؤولون بأنه كان اختبارًا روتينيًا، لكن صافرات الإنذار وصافرات الهواتف المحمولة كانت أيضًا بمثابة تذكير بالحرب التي لم تُحسم بعد على الحدود الجنوبية للمملكة.

وفي 21 سبتمبر/ أيلول ٢٠١٤، سيطرت ميلشيات الحوثي المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء، ومعظم المدن الكبرى الأخرى التي سبق وأن خاضت تمردًا طويلًا ضد الحكومة اليمنية من معقلها في صعدة أقصى شمال البلاد، في العام التالي شكّلت السعودية تحالفًا عربيًا لدحر الحوثيين.

ووفق تقرير مجلة الإيكونوميست «The Economist» البريطانية لكن التحالف سرعان ما غرق في مستنقع، وبعد أكثر من عقد من الزمان، لا يزال الحوثيون يسيطرون على معظم شمال وغرب اليمن، حيث يقطن ثلاثة أرباع السكان.

وصمد وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بين المملكة والحوثيين إلى حد كبير لما يقرب من أربع سنوات: لم تهاجم الميليشيات المدن السعودية منذ عام ٢٠٢٢. لكن التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب ظل بعيد المنال، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى تعنت الحوثيين، فكلما قدّم السعوديون تنازلاً، استغلته الميليشيات وطالبت بالمزيد.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت للحوثيين أولويات أخرى فقد بدأت الجماعة بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل بعد بدء حربها في غزة بفترة وجيزة، في بادرة تضامن مع الفلسطينيين، شكّلت أيضًا مصدر تشتيت مفيد عن سوء إدارتها الداخلية.

لماذا يهدد الحوثيين السعودية؟

ورغم توقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، ومعها توقفت الهجمات ضد إسرائيل مؤقتًا، يخشى بعض الدبلوماسيين من أن تعيد الجماعة تركيز جهودها الآن على السعودية.

صعّد الحوثيون بالفعل من حدة خطابهم ضد المملكة، في سبتمبر/أيلول، اتهمها عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة