رهان إيطاليا على الممر الاقتصادي الهندي الأوروبي يواجه تحديات

٢٥ مشاهدة
تبني الحكومة الإيطالية آمالا اقتصادية واسعة على الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا مرورا بمنطقة الخليج العربي وإسرائيل IMEC والذي أطلق عليه طريق القطن بعد الخروج من طريق الحرير الذي تدعمه الصين لكن هذا الرهان الإيطالي على الطريق الذي جرى توقيع مذكرة التفاهم الخاصة به في سبتمبر أيلول الماضي على هامش قمة مجموعة الـ20 في العاصمة الهندية نيودلهي يواجه تحديات ناجمة عن التوترات الجيوسياسية في المنطقة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوترات المستمرة بين إيران وإسرائيل تنبع خطورة التحديات من أن اتفاق تدشين الممر يتطلب تطبيعا بين أطرافه الخليجية وعلى رأسها السعودية من جانب وإسرائيل من جانب آخر وهو ما يعد صعبا في الوقت الحالي في ضوء الحرب في غزة دعم برلماني وفي خطوة تعكس مدى الأهمية التي توليها الحكومة الإيطالية وممثلوها في البرلمان للمشروع تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب في وقت سابق من شهر إبريل نيسان الجاري وعلى رأسهم نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية باولو فورمينتيني بمذكرة دعوا فيها الحكومة إلى تعيين مبعوث إيطالي خاص للمشروع وذلك أسوة بفرنسا التي اتخذت هذه الخطوة من خلال تعيين جيرار ميستراليه الرئيس السابق لمجموعة إنجي للطاقة مبعوثا خاصا لها في مشروع الممر بينما أكد السناتور جوليو تيرسي رئيس لجنة سياسات الاتحاد الأوروبي بمجلس الشيوخ الإيطالي ووزير الخارجية الأسبق أهمية الممر الذي سيساهم في تحقيق الأمن الاقتصادي لذا كانت إيطاليا من أوائل الدول الموقعة على المشروع في قمة العشرين ورأى تيرسي في مقال نشرته مجلة فورميكي الإيطالية تحت عنوان الممر نحو البهارات يدعى IMEC ضمن ملف حمل عنوان قرن الهند في عدد إبريل نيسان رأى أن المشروع يكتسب أهمية استراتيجية تتجاوز بمراحل قيمته المتعلقة حصريا بالبنى التحتية وفضلا عن كونه بديلا عن طريق الحرير الصيني فمن شأن الممر الجديد أن يخلق محورا عالميا جديدا لاقتصاداتنا ولموارد الطاقة ولشبكة الاتصالات Il sentiero per Bharat si chiama Imec Mio articolo per la Rivista Formiche formichenewsL Italia è tra i primissimi firmatari del progetto India Middle East Europe Economic Corridor IMEC un iniziativa fortemente promossa dal presidente Modi Il corridoio ha una rilevanza pic twitter com 3kg4mdJhj8 Giulio Terzi GiulioTerzi April 3 2024 وشدد على أن هذا المشروع سوف يزيد الربط بين منطقتي الإندو باسيفيك والبحر المتوسط ويقصر المسافة بينهما مما يعطي دفعة مهمة للعديد من القطاعات ويعزز أيضا الأوضاع الأمنية في كلتا المنطقتين بديل لطريق البحر الأحمر وفي سياق متصل ذكر المحلل الجيوسياسي الإيطالي إيمانويلي روسي في تحليل حمل عنوان في ظل فوضى البحر الأحمر ثمة حاجة للممر أكثر من أي وقت مضى ضمن الملف المشار إليه لمجلة فورميكي أن المشروع الذي تعطل بشكل واضح بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة شهد انطلاقة جديدة منذ بداية العام الجاري مضيفا أننا بصدد مشروع يحظى بخاصية استراتيجية عالية من حيث الكيانات العالمية المتداخلة فيه مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والهند ومن المنتظر أن يتجاوز التعثرات التكتيكية التي أفرزتها الفوضى الحاصلة في قطاع غزة ومن ناحية أخرى نجد أن السياق الدولي الذي تبلور على طول البحر الأحمر هجمات الحوثيين فرض إسراعا في تطوير المشروع واستدرك بقوله إنه إذا كان صحيحا أن أحد مكونات الاتفاق الخاص بالممر يستلزم تطبيعا للعلاقات بين إسرائيل والسعودية وهو الذي يستحيل تنفيذه اليوم على المستوى الرسمي بالنظر إلى ضحايا الحرب من الفلسطينيين إلا أن الساحة تشهد حاليا بعض التحركات في هذا الاتجاه وصول البضائع برا إلى أوروبا وتابع أنه بينما مازالت بعض الأجزاء الأخرى من المشروع أفكارا على ورق فإن ثمة مسارات نشطة بالفعل في أقصى الجزء الشرقي من المشروع خاصة الرابط بين منطقة الخليج والهند والذي يتلاقى رهانه الاستراتيجي بشأن الربط متعدد الوسائل مع الرهان الإماراتي مشيرا إلى أن تلك المسارات ثمرة أيضا لتطور تبادل ثقافي مكثف يقتفي أثر المحور الهندي الإبراهيمي ولفت إلى أن ثمة مبادرات أخرى حتى وإن كانت أقل قابلية للتنفيذ قد تم بحثها بالفعل منها مشروع الربط بين العراق وتركيا ومنه لأوروبا فيما يعرف بطريق التنمية والذي تسعى أنقرة لإطلاقه مجددا للالتفاف حول البحر الأسود والعودة بشكل أو بآخر إلى طرق الربط بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا بعد استبعادها أولا من قناة السويس والآن من الممر الاقتصادي الهندي الأوروبي تحفظات ومخاوف وعلى الرغم من ذلك فإن ثمة من أعرب عن تحفظاته ومخاوفه حيال مستقبل هذا المشروع حيث رأى الباحث في مؤسسة Rie الإيطالية لأبحاث الصناعة والطاقة فرنشيسكو ساسي أن ممر IMEC هو أحد الضحايا الرئيسيين للواقعية السياسية التي فرضتها الحرب بين إسرائيل وحماس والحقيقة هي أن عملية الربط الإقليمي تمر من تسوية سياسية إلى توترات دولية سائدة اليوم واعتبر ساسي في تصريحات خاصة لـ العربي الجديد أن ما يحدث حاليا في قناة السويس وبصفة عامة الوضع بالغ الحرج لأي بنية تحتية بحرية خاصة بالطاقة يؤكد مجددا المخاطر والأخطار التي تخلفها ارتباطات طاقية ورقمية ومالية جديدة وبطبيعة الحال الأدوات الجديدة لممارسة النفوذ المتصلة بها من جانبه قال رئيس مكتب تمثيل غرفة التجارة الهندية في إيطاليا فاس شينوي إن الممر هو وسيلة لإثبات مرونة سلسلة التوريد الهندية في المستقبل مع الشركاء الذين يمثلون كبار أصحاب المصلحة في الهند تحت مظلة الولايات المتحدة وأضاف شينوي في تصريحات لـالعربي الجديد أن المشروع يعتبر دمجا لجميع المشاريع الفردية بين الهند وشركائها من دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في ممر واحد ضخم للتجارة والبيانات والطاقة وأيضا للتخفيف من تداعيات بعض المخاطر مثل إغلاق قناة السويس ومضيق باب المندب وكذا مخاطر تهديد كابلات الإنترنت والتي تظهر بكثرة في الأيام الحالية مؤكدا أن من شأن هذه المخاطر أيضا تهديد الاقتصاد العالمي والنظام الدولي ولفت إلى أن نيودلهي وروما عملتا بشكل وثيق منذ ولاية رئيسة الحكومة الإيطالية الحالية جورجيا ميلوني وسلفها ماريو دراغي على تطوير علاقاتهما التجارية مشيرا إلى أن المشروع ليس مجرد ممر تجاري للشحن البحري والنقل عن طريق السكك الحديدية بل هو أيضا وسيلة ربط تهدف إيطاليا من خلالها أن تصبح بوابة الهند إلى أوروبا تحديات بوجه المشروع من جانبها قالت مؤسسة الأبحاث الهندية Observer Research Foundation إن مجموعة من التحديات تواجه المشروع منها أوضاع التوتر السائدة حاليا في منطقة الشرق الأوسط التي أكدت أنه لا يرتجى منها من وجهة نظر جيوسياسية أن تفضي إلى نوع ما من التعاون النشط بين كل من إسرائيل والأردن والسعودية والإمارات وهو ما يتطلبه مشروع الممر وأضاف المركز في دراسة نشرها الأسبوع الماضي بعنوان الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا نحو خطاب جديد في الربط العالمي أن ثمة مخاوف جيو اقتصادية في مصر وتركيا من أن المشروع يمثل تجاوزا في حقهما فالقاهرة ترى فيه منافسا لا تستدعيه الضرورة للاحتكار الربحي لقناة السويس بينما تعتقد أنقرة أن إنشاء ممر سكك حديدية من البصرة عبر الأراضي العراقية ليس فقط أكثر قابلية للتنفيذ إنما يعزز أيضا من مركزها كجسر بين آسيا وأوروبا وأشار المركز إلى تحديات التمويل التي تواجه المشروع رغم تعهد السعودية باستثمار 20 مليار دولار فيه داعيا إلى البحث عن أدوات تمويل جديدة ومستمرة تتلاءم مع فترة تنفيذ المشروع الطويلة ومن ثم تأخر عائداته مؤكدا في هذا السياق أهمية الدور الذي من الممكن أن تلعبه أدوات التمويل الإسلامي من الاقتصادات العربية وخلصت الدراسة إلى أن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا يحمل فرصا مهمة وتحديات جوهرية فمن حيث الفرص فهو سيزيد من حجم التبادل التجاري بين الهند وأوروبا كما وسيحول طرق التجارة بين آسيا وأوروبا التي تهيمن عليها حاليا قناة السويس أما التحديات وفقا للدراسة فهي نابعة من الحاجة إلى الحفاظ على روح التعاون عبر دول متعددة ذات طموحات مختلفة مشيرة أنه على النقيض من مبادرة الحزام والطريق فإن تطلعات مختلف اقتصادات البلدان المشاركة في المشروع ذات التباينات الاقتصادية والاجتماعية بحاجة إلى التوافق على هدف واحد وختمت الدراسة بقولها إنه علاوة على ذلك يجب تصميم هذا الممر التجاري بحيث يتماشى مع ظروف السوق لضمان استمراريته على المدى الطويل وفي الوقت عينه من شأن أحداث مثل الحرب في غزة أن تبطئ الخطة الطموح

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح