إيران وقطر وغزة أسئلة عالقة بعد انتهاء حرب الاثني عشر يوما
الترابط بين جبهات محور المقاومة والتداخل العضوي بين الأطراف المعتدية في المقابل يجعلان نتائج المعارك مترابطةً ببعضها البعض. وبالتالي، لا يمكن عزل تداعيات فشل العدوان على إيران عن غزة.
مع انتهاء الحرب الأولى من نوعها بين إيران والكيان، برزت إلى الواجهة ثلاثة تساؤلاتٍ رئيسةٍ شغلت الأوساط السياسية والإعلامية:
· هل خرجت الجمهورية الإسلامية منتصرة؟
· هل كان قصف قاعدة العديد خطأً سياسيًا؟
· أين موقع غزة من مجمل مشهد المواجهة؟
يسعى هذا المقال إلى تناول هذه الأسئلة بالتحليل والتمحيص عبر تخصيص فقرةٍ مستقلةٍ لكلٍّ منها، بما يُسهّل على القارئ متابعة خيوط النقاش.
من انتصر؟
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بطريقته الاستعراضية المعهودة، دعوته إلى وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني، وذلك عقب وقتٍ قصير من توجيه الجمهورية الإسلامية ضربةً صاروخيةً استهدفت المقرّ الأمامي للقيادة المركزية الأميركية في قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تُعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في منطقة غرب آسيا، وحجر الزاوية في استراتيجية واشنطن الجوية في الإقليم. وقد جاءت تلك الدعوة لوقف إطلاق النار مفاجِئةً للجميع، بمن فيهم فريق ترامب ومستشاروه، لتفتح بعدها الباب على مصراعيه للجدل حول من خرج منتصرًا في حرب الاثني عشر يومًا؟
لم تكن أهداف العدوان الثنائي الصهيو-أميركي على الجمهورية الإسلامية فجر الجمعة 13 حزيران 2025 خفيةً؛ إذ سبق لترامب أن عرض على إيران ما سماه «الاستسلام غير المشروط» مع انطلاق العدوان، والذي تضمّن وقفًا تامًا لبرنامجيها الصاروخي والنووي، إضافةً إلى التخلي الكامل عن دعمها لقوى التحرر العربي والإسلامي، وهي الشروط ذاتها التي كرّرها وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا أمام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال محادثات جنيف في 20 حزيران 2025، بوصفها شروطًا مسبقةً لإيقاف العدوان، إلّا أن الجمهورية الإسلامية رفضت حتى مجرّد مناقشة هذه الشروط رفضًا قاطعًا.
لم تمضِ سوى ثلاثة أيام على تلك المحادثات حتى تلاشى حديث ترامب عن «الاستسلام غير المشروط»، وذهبت الشروط الثلاثة أدراج الرياح، وتمّ الإعلان عن وقف العمليات الحربية بين الأطراف المتحاربة دون توقيع أي
ارسال الخبر الى: