إيران واتفاق شرم الشيخ

115 مشاهدة

اتفاق شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل يتجاوز مجرد وقف لإطلاق النار في قطاع غزة إلى إعادة صياغة معادلات الشرق الأوسط بأسره، إذ تمسّ تداعياته مع مرور الوقت مختلف القوى الإقليمية وميزان التوازنات بشكل مباشر أو غير مباشر. في إيران، لم يكن الاتفاق حدثاً عابراً، بل تحوّل إلى مرآة عاكسة للانقسام السياسي والفكري بين نخبها، إذ لم تعد فلسطين ملفاً خارجياً بل عنواناً في بازار الصراعات والمشاكسات الداخلية. وانطلاقاً من ذلك، يتباين الرأي بين من يرى في المقاومة السبيل الوحيد للوقوف في وجه الأعداء، مستشهداً بما جرى في غزة، ومعتبراً أن بقاء حماس في موقع التفاوض والاتفاق بعد حربٍ طويلة يُعد انتصاراً استراتيجياً للحركة ومحور المقاومة، ودليلاً على فشل إسرائيل في إنهاء وجود المقاومة وفقدانها القدرة على فرض شروطها؛ وبين من يرى أن المقاومة باتت عبئاً يقيّد الدولة الإيرانية في زمن الحصار والضغوط الدولية، وأن حماس انحنت أمام العاصفة، وأن شكرها للرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيانها من دون شكر طهران يُظهر مزيداً من تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة.

لكن وراء هذه القراءات المتضادة، يمكن القول إن ما جرى حول غزة ليس نهاية اللعبة بل ربما بدايتها في موقع آخر. حين تطفأ حرب غزة، يُحتمل أن تستعيد واشنطن وتل أبيب تركيزهما على الملف الإيراني، عبر إعادة توظيف أدوات الضغط ربما تصل إلى إشعال حرب جديدة. تتكرّس المخاوف الإيرانية أيضاً من أن يعقب اتفاق شرم الشيخ التمهيد لمرحلة تطبيع أوسع في المنطقة عبر اتفاقيات أبراهام والسلام الاقتصادي، وهي مسارات أميركية تهدف إلى إقصاء إيران من المعادلات الإقليمية وإعادة تعريف مفهوم الأمن في الشرق الأوسط دونها.

مع ذلك، لا يستبعد أن يمنح اتفاق غزة ترامب دافعاً إضافياً لاستئناف مسار الدبلوماسية مع إيران، فالرئيس الأميركي الذي يرى في وقف الحرب أكبر إنجاز قابل للتسويق في ظل الانسداد الذي يواجهه في ملفي إيران وأوكرانيا، يدرك أن استئناف التفاوض مع طهران يمكن أن يحقق له مكسباً إضافياً، أقله إعلامياً، لإظهار قدرته على جرها إلى طاولة التفاوض

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح