إيران تشيع شهداء الاقتدار الوطني من العسكريين والعلماء

طهران – المساء برس|

شهدت العاصمة الإيرانية طهران صباح اليوم، السبت، مراسم تشييع رسمية مهيبة لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين استُشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير في حرب الأيام الاثني عشر، في مشهد جسّد وحدة الشعب الإيراني وتماسكه في مواجهة التحديات.

وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الإيراني الرسمي حشوداً غفيرة احتشدت وسط العاصمة، تحيط بنعوش ملفوفة بالعلم الإيراني، وعلى كل منها صورة الشهيد ببزته العسكرية، فيما علت الهتافات المناهضة لـ”إسرائيل” ورايات كتب عليها: “بوم بوم تل أبيب”، في إشارة إلى الرد الصاروخي الإيراني على العدوان.

شارك في المراسم كبار المسؤولين الإيرانيين، يتقدّمهم الرئيس مسعود بزشكيان، إلى جانب قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، ورئيس مجلس الشورى محمد علي قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس السلطة القضائية، فيما لفت حضور علي شمخاني، المستشار السياسي لقائد الثورة، في أوّل ظهور علني له بعد إصابته خلال الهجوم.

وأكد مساعد القائد الأعلى محمد مخبر أنّ “دماء هؤلاء الشهداء ستكون وقوداً لحركة التقدم”، مشيراً إلى أنّ الرد الإيراني على العدوان لم يكن عاطفياً بل نابعاً من “حكمة واقتدار”، مضيفاً: “إذا تكررت الجرائم، فإن المجرمين سيدفعون ثمناً باهظاً”.

من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى إبراهيم عزيزي إن الشعب الإيراني “لم يرضخ يوماً”، وإنّ “وصايا قائد الثورة هي البوصلة التي تهدي مسيرة البلاد”، مؤكداً أن الأعداء “رضخوا مرة أخرى تحت ضرباتنا”.

أما علي رضا سليمي، نائب طهران، فرأى أن المراسم تمثّل “رسالة واضحة بأن الشعب الإيراني لا يزال ثابتاً في الدفاع عن الثورة والنظام، رغم كل الضغوط”.

وتأتي هذه المراسم في سياق الرد الشعبي والسياسي على جريمة الاغتيال الجماعي التي نفّذها العدو الصهيوني، والتي استهدفت نخبة من القيادات الإيرانية، في محاولة لإضعاف المنظومة الدفاعية والعلمية للجمهورية الإسلامية، لكنها – بحسب ما أكّده الإيرانيون اليوم – لم تزدهم إلا تماسكاً ووحدة.

وفي ظلّ هذا المشهد، يتجلّى فشل استراتيجية “الضربة القاضية” التي تبنّتها “إسرائيل” بدعم أميركي وغربي، في كسر عزيمة الجمهورية الإسلامية، بل على العكس، عزّزت