إيران تلوح بورقة الديون ضد النظام السوري

٤٢ مشاهدة
اتجهت إيران إلى ورقة الديون للضغط على نظام بشار الأسد بعد التقارب السوري مع دول عربية في محاولة للضغط على دمشق من أجل حفاظ طهران على مصالحها ومكاسبها في سورية وكان لافتا أن يشدد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان خلال اتصال رئيس النظام السوري بشار الأسد للمباركة له الأسبوع الماضي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية على تعزيز العلاقات الثنائية وتطبيق الاتفاقيات بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين لأن دمشق وفق الاقتصادي السوري عبد الناصر الجاسم لم تنفذ الاتفاقات الموقعة مع طهران بل تماطل ببعضها وتحيل لروسيا البعض الآخر كاستثمار ميناء اللاذقية والتنقيب عن النفط والفوسفات الأمر الذي دفع طهران بحسب الجاسم لـنبش الماضي والمطالبة بالديون وإظهار الاتفاقية التي وقعها الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ورئيس النظام السوري بشار الأسد العام الماضي للعلن بل وتحويلها للبرلمان للتصديق عليها لتأخذ الشكل القانوني تحضيرا للشكايا في المحاكم الدولية كما نصت بعض بنود الاتفاقية إذا لم تسدد دمشق الديون تقارب النظام السوري مع العرب وتركيا ويعتبر الجاسم في حديثه لـالعربي الجديد أن الجديد بنقل الاتفاق للعلن وإرساله للبرلمان للتصديق هو تقارب نظام الأسد مع الدول العربية والسعودية خاصة بالإضافة إلى التقارب مع تركيا ومسار التطبيع المتسارع في هذا الاتجاه الأمر الذي دفع إيران إلى التلويح بالاتفاقات والمطالبة بالديون رغم أنها الأعلم بأن الخزينة العامة فارغة ويعجز النظام حتى عن كفاية الشعب وزيادة الأجور وكانت مصادر إعلامية متطابقة قد أشارت أخيرا إلى إرسال الرئيس الإيراني السابق بالإنابة محمد مخبر مسودة اتفاقية التعاون الاقتصادي الاستراتيجي الطويل الأمد لمدة 20 عاما بين إيران وسورية إلى البرلمان الإيراني للتصديق عليها مع الاتفاقات الاقتصادية ومسودة ديون سورية إلى إيران وحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء فقد تم توجيه الرسالة إلى رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف تماشيا مع تنفيذ المادة 77 من الدستور وتضمنت الرسالة مشروع الاتفاق الاستراتيجي طويل المدى للتعاون الاقتصادي بين إيران سورية وتقضي المادة الدستورية رقم 77 بأن أي معاهدة أو اتفاق أو عقد دولي بين إيران والدول أو المؤسسات الدولية الأخرى يجب أن يحظى بموافقة البرلمان بعد الموافقة على مسودة القانون من قبل مجلس الوزراء الإيراني بناء على اقتراح وزارة الطرق والتنمية الحضرية ديون بـ50 مليار دولار يقول المستشار الاقتصادي السوري أسامة قاضي إن رئيس النظام بشار الأسد لا يمتلك من أمره شيئا بعد التمدد الإيراني بمفاصل القرار السياسي والاقتصادي ومحاولة روسيا لجم هذا التمدد الأمر الذي حال دون تنفيذ العديد من الاتفاقات الاقتصادية الموقعة بين النظام وإيران روسيا أخذت استثمار مرفأ اللاذقية وشركة الفوسفات بعد توقيع استثمارهما مع إيران لتبقى أموال خطوط الائتمان السنوية التي يقدرها قاضي بنحو 30 مليار دولار منذ عام 2014 حتى اليوم بمعدل سنوي 3 مليارات لكل اتفاقية خط ائتماني إضافة إلى مبالغ أخرى ما يوصل الديون لنحو 50 مليار دولار ويضيف الاقتصادي السوري خلال تصريح خاص لـالعربي الجديد أنه بسبب محاولات تسويق بشار الأسد عربيا وتركيا بدأت إيران تضغط بورقة الديون وتوثيق التعهدات والاتفاقات كخط رجعة وضمان البقاء على الأرض قائلا أول مرة طهران تعلن الاتفاقات وتسعى لتوثيقها بعد أن لمحت وعبر البرلمان قبل سنوات إلى ضرورة استرداد الديون وعما يقال عن شراء شركاء الأسد الجدد سواء بالخليج أو تركيا لاحقا ديون طهران بسورية يقول قاضي كانت شروط دول الخليج والسعودية تحديدا أنها لن تدفع أموالا كمساعدات أو إعادة إعمار وإيفاء ديون قبل خروج إيران وفك يدها عن مفاصل صنع القرار بدمشق وهذا متعذر جدا هناك أكثر من 500 نقطة عسكرية متغولة بسورية ويضيف إيران تؤسس للديمومة بسورية كما أسست في لبنان واليمن ولا يمكن برأي قاضي أن تنسحب من الأرض أو الاقتصاد لأن ذلك سيكون بداية لتهديم مشروعها الفارسي بالمنطقة لذا ستبقى الأمور على ما هي عليه ولن تتكفل الدول الخليجية بدفع الديون مع سيطرة إيران على مفاصل الاقتصاد فما يجري هو شراء الأسد للزمن ومناورات لأن وجود إيران بات أمرا واقعا ومطالبة طهران بالديون تتكرر كلما استشعرت أنها ستباع لروسيا أو لدول الخليج كما حدث وطالبت بالديون عبر البرلمان عام 2019 أثار الضغط الإيراني على الأرض بدأت آثار الضغط الإيراني تظهر جليا حسب مصادر خاصة من العاصمة السورية دمشق إذ لم ترسل شركة المحروقات الحكومية رسائل تسليم المشتقات النفطية للمستهلكين منذ 18 يوما الأمر الذي زاد من شح حوامل الطاقة ورفع الأسعار بسبب تأخر وصول البواخر الإيرانية منذ نحو 40 يوما وتضيف المصادر التي رفضت ذكر اسمها لـالعربي الجديد أن توزيع المازوت المدعوم متوقف عدا كميات قليلة لوسائط النفط في حين زادت أسعار البنزين بالسوق السوداء السعر النظامي 12360 ليرة في حين يباع بين 20 و25 ألف ليرة حسب المدينة والطلب كما وصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 300 ألف ليرة في حين سعرها الرسمي 100 ألف ليرة سورية الدولار نحو 14800 ليرة وتكشف المصادر أن الصراع بات جليا بين المحسوبين على إيران وأنصار التطبيع التركي والخليجي ويظهر ذلك جليا خلال التنافس بالانتخابات البرلمانية الآن لرجلي أعمال محسوبين على إيران أمين سر غرفة التجارة السورية الإيرانية مصان النحاس ورئيس مجلس رجال الأعمال السوري الإيراني فهد درويش اتفاقية الديون لمدة 20 عاما تتألف اتفاقية مشروع التعاون الاستراتيجي التي وقعها الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي مع رئيس النظام السوري خلال زيارة رئيسي لدمشق في مايو آيار 2023 من مقدمة و5 مواد وحسب الفقرة 2 من المادة 5 من هذا القانون فإن مدة الاتفاقية 20 عاما حتى وفاء سورية بالتزاماتها وسداد الديون المستحقة عليها ويمكن تمديد خطوط الائتمان من طهران إلى دمشق وعن انتظار إيران نحو عام حتى طالبت بتصديق الاتفاق تقول مصادر من دمشق لأن مسار التطبيع العربي التركي مع النظام برعاية وضغط روسي بات متسارعا وأصبح طرح خروج إيران حديثا يوميا كما أن الاتفاقية ومجرد التصديق من البرلمان التركي بعد موافقة مجلس الوزراء ستكون ملزمة بغضون 30 يوما ويقول الباحث الاقتصادي أيمن عبد النور إن تعهد النظام السوري موجود بنص الاتفاقية منذ العام الماضي ولا مجال للتنصل اليوم لكن إلزامية التنفيذ أو المماطلة فهذا أمر آخر وبكل الأحوال فإن سعي إيران لتوثيق الاتفاق اليوم يعطي رسالة للنظام السوري وغيره من الدول التي تتعامل مع إيران سواء كانت بمرونة أو تشدد حيث ستطالب إيران بكل دولار قدمته خلال مراحل التعاون والمشاريع السياسية المشتركة في حال عدم تنفيذ طلبات طهران ويضيف كنت شاهدا بمصرف سورية المركزي عام 1996 عندما طالب الوفد الإيراني نظام حافظ الأسد بتسديد ديون ثمن النفط الذي أخذته سورية من إيران خلال حربها مع العراق رغم مواقف حافظ الأسد بدعم إيران ووقوفه ضد بلد عربي وقتذاك وتابع طالبوا بسعر النفط وتم الاتفاق على السداد لعشر سنوات بدفعات نصف سنوية وتسدد بالليرة السورية لحساب السفارة الإيرانية المفتوح بوزارة المالية تستخدمه لشراء بضائع سورية أو عقارات وأراض داخل سورية ويقول عبد النور خلال تصريح لـالعربي الجديد ذكرت هذه الحادثة التي كنت شاهدا عليها لأني أعتقد أن الأسد سيعتمد الحل ذاته الآن عبر بيع عقارات ومنشآت لإيران بتبرير أن الأموال لن تخرج من سورية بل ستحرك السوق وتستخدم بالاستثمار ويؤكد أن السعودية أو الإمارات أو حتى تركيا لن تشتري هذا الدين وليس من طريقة للضغط الإيراني سوى بيع العقارات والمنشآت والبضائع والالتزام بالسداد زمنيا سيكون أمرا آخر لأن السداد بالليرة يؤدي لتراجع قيمة الديون بواقع تراجع سعر الصرف ويشير عبد النور إلى أن الموقف الآن متوتر بين نظام الأسد وإيران بسبب عدم فتح أي جبهة خلال الحرب على غزة وبسبب التقارب العربي والتركي مع الأسد ويختم عبد النور أن نظام الأسد لا يستطيع اللعب مع إيران وعدم تسديد الديون أو التنصل بسهولة من الاتفاقات ولكن يبقى واقع التكتلات الجديدة والمماطلة هو الحل الممكن أمام دمشق

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح