إليزابيث سوزان كساب نقد فكري عنوانه قسطنطين زريق

٤٢ مشاهدة
بعد تأجيله بسبب العدوان الصهيوني على غزة افتتح الاثنين الماضي مؤتمر مؤسسة الدراسات الفلسطينية السنوي الذي تواصلت أشغاله لثلاثة أيام تحت عنوان 75 عاما من النكبة المستمرة الإنتاجات المعرفية وعقد في بيروت وبيرزيت ونيويورك وافتراضيا عبر زووم بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والمؤرخين من فلسطين والعالم ومن جلسات اليوم الأول حاضرت الباحثة اللبنانية إليزابيث سوزان كساب رئيسة مجلس أمناء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية مستعيدة إرث المؤرخ والمفكر السوري قسطنطين زريق 1909 2000 في ندوة بعنوان نكبات وثورات نحو نقد عربي جديد انطلقت كساب من سؤال مركزي كيف نواجه الأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية بأفكارنا ومن هنا حاولت الدخول إلى عالم قسطنطين زريق الفكري معتبرة أن هزيمة 1967 قد شكلت صدمة للكثير من الرؤى والتيارات على المستوى السياسي وهذا المنعطف لم يكن ليتكرر مرة ثانية في تاريخنا حتى عام 2011 مع ما حققته الانتفاضات الشعبية عادت صاحبة تنوير عشية الثورة النقاشات المصرية والسورية صدرت ترجمته بتوقيع محمود الحرثاني ضمن سلسلة ترجمان المركز العربي 2021 إلى كتاب زريق معنى النكبة 1948 بـأسلوبه الذي سيرافقه طيلة ستين سنة تالية من مسيرته الفكرية والذي يتميز أولا بالموضوعية بعيدا عن الحماس لكن بذات الوقت من دون أن تلمس في نصه نوعا من اليأس وربما هذه الموضوعية التي أبعدته عن الشعبوية هي ما جعلت اسمه أقل انتشارا من غيره كما أن قوميته ظلت في إطارها الإنسانوي العام لا الضيق الهوياتي وتابعت تناول زريق العقل بشقيه الفكري والأخلاقي والمزج بين المعرفة والهم الأخلاقي عنده لا يشتغل بالحتمية هذه هي حدود العقلانية عند المؤرخ والمفكر السوري عمق المقاربة النقدية بعد هزيمة 1967 ولم ينشغل بضجيج الفكر كذلك لفتت كساب إلى كتاب آخر في معركة الحضارة 1964 حيث لا نجد فيه وعلى مدار 400 صفحة كلمة هوية ولو لمرة واحدة كما أشارت الباحثة إلى دور معنى النكبة مجددا 1967 في تأسيس ذهنية نقدية عربية جديدة من المؤسف وفقا لكساب أن النسوية العربية أقصيت عن النقاش النقدي بعد 1967 وتولى الأخذ والرد المفكرون الذكور وإن كان الباحث ساري حنفي قد اختلف معها في هذه النطقة عبر مداخلته لافتا لجهد فاطمة المرنيسي ونوال السعداوي اجتراح خط نقدي ضد مقولة سقوط العروبة واليسار التي راجت بعد هزيمة 1967 يعود الفضل فيه إلى زريق وفقا لكساب حيث ذهب إلى تعميق المقاربة النقدية إلى أبعد حدودها من دون أن ينشغل بـضجيج الفكر وبأسئلة لا معنى لها من قبيل هل نحن أمام أزمة في الثقافة التي صاحبتها ظهور تشكيلة ثنائيات كالحداثة والتراث والأصالة والمعاصرة وما إلى هنالك وفي الحقيقة كل هذه الحوارات لم تكن لتزعج السلطة بشيء بالعكس تماما في حين كانت مشاكلنا سياسية في الدرجة الأولى تتمثل بتغييب الشعب وعدم إشراكه في صنع القرار وهذا ما قاد إلى لحظة فارقة هي لحظة 2011 حيث خرج الناس لمواجهة الموت من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وشددت صاحبة الفكر العربي المعاصر دراسة في النقد الثقافي المقارن 2010 على أن هناك قسمة كانت دائرة في الفكر العربي بين ما يدور داخل أسوار الأكاديميات حول التنوير من جهة وما ينتجه الأدب والصحافة حول مسألة الحريات والسلطة وبالتالي هذا الخط النقدي السياسي الممتد من 1967 إلى 2011 لا يمكن قراءته من دون الرجوع إلى كتابات زريق والتمعن بقضية تعني الناس مباشرة هي السلطة والقمع بعيدا عن جدالات الهوية عند هذا الحد يأتي دور الجندر ليس كفرع منعزل في العلوم الاجتماعية بل كمفتاح تحليلي لفهم هيكلية السلطة التي نعيش في ظلها وختمت العنف الذي نختبره منذ أكثر من عقد هو حالة توحش سلطوي تدفع للتأمل لم يكد أن يصل بنا إلى عام 2023 حتى كشف عن تحول عميق آخر نحن نشهد تصدعا كبيرا في النظر إلى أوروبا كمرجعية أخلاقية ومعرفية أمام هول الإبادة في غزة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح