إفريقيا الغنية الفقيرة
15 مشاهدة

من الملاحظ أنه خلال الفترة الأخيرة تزايدت وتيرة الانقلابات العسكرية في إفريقيا ولاسيما في منطقة النفوذ الفرنسي، وتعكس هذه الانقلابات العسكرية واقعاً هزيلاً تعيشه شعوب تلك الدول، غير أن هذا النوع من الانقلابات العسكرية يعكس ضيقاً وتذمراً واضحاً تجاه ارتباط الأنظمة الحاكمة بالقوى الاستعمارية السابقة، والتي طالما ارتبطت مصالح حكوماتها بمصالح المستعمر السابق، وبهذا فإن هذه الانقلابات ما هي إلا انقلاب على الاستبداد والفساد الذي طالما استشرى في عروق ومفاصل الدول الإفريقية، غير أن الحل لهذا الوضع المزري اتخذ صورة عسكرية، وكأن مصير شعوب الدول الإفريقية أن تستجير من الرمضاء بالنار.
تعاني إفريقيا مما وصفه المحللون والخبراء السياسيون بأنه لعنة الموارد، فالموارد الثمينة والمتعددة والوفيرة التي تزخر بها القارة الإفريقية جعلتها مطمعاً للعديد من القوى الاستعمارية، كما جعلتها هدفاً للعصابات المسلحة والمرتزقة الذين وجدوا في ضعف الأنظمة الحاكمة وانفلات الأمن مدخلاً لنهب ثرواتها، ولا شك أن الوضع السياسي المضطرب في إفريقيا أسهم في خلخلة الواقع الاجتماعي وفتح الباب على مصراعيه للصراعات المهلكة التي وصلت حد الإبادة الجماعية والحروب الأهلية، والتي دفعت الملايين من الأفارقة للهرب والنزوح واللجوء إما للدول المجاورة أو للقارة الأوروبية.
من المؤكد أن علاقات الفساد الفاضحة التي ربطت بين حكام «بعض» الدول الإفريقية -التي زخرت مؤخراً بالانقلابات العسكرية- وبين المستعمرين السابقين كانت سبباً رئيسياً لشعور عموم المواطنين الإفريقيين بالسخط البالغ والغضب،
ارسال الخبر الى: