دمشق إغلاق معظم المحال التجارية وارتفاع جنوني في الأسعار
٢٧ مشاهدة
أقفلت أسواق دمشق اليوم السبت إثر التداعيات المتتالية للوضع الأمني والعسكري المحيط بالعاصمة وبعد الانهيار المتتالي لليرة السورية حيث تجاوزت قيمة الدولار 27 ألف ليرة سورية في الأسواق السوداء وقد آثر جميع تجار دمشق إغلاق محالهم التجارية نتيجة الخسائر الكبيرة في قيمة المواد الأولية والغذائية وعدم قدرتهم على التعامل بالدولار خوفا من الجهات الحكومية والأمنية التي ما زالت متحكمة في قلب العاصمة وأفاد عدد من التجار لعربي الجديد بأن معظم تجار المواد الغذائية في دمشق بدأوا يفتقدون إلى مصادر التوريد منذ وصول فصائل الشمال إلى مدينة حلب وبداية انهيار الليرة السورية حيث شهدت الأيام القليلة الماضية تهافت المواطنين على شراء المواد الغذائية وخاصة المعلبات والمعجنات والحبوب والطحين وهي الأصناف التي بدأت تشح قبل عدة أيام وحذر التاجر أحمد علاء الدين في حديثه لـلعربي الجديد من أزمة معيشية بسبب وقف التوريدات والمعامل والفعاليات الزراعية والحرفية مؤكدا أن معظم أهالي دمشق وغيرها من السوريين يعتاشون على المنتجات الزراعية والحيوانية كالألبان والأجبان وهذه تحتاج إلى بيئة آمنة للعمل والإنتاج والتسويق وأيضا لأسعار تناسب قيمتها مشيرا إلى تخوف من تهاوي الليرة السورية إلى أرقام لا يمكن أن تعوض قيمة المنتج أو الأتعاب وفي هذا الشأن أوضح نذير القاق لـلعربي الجديد أن معظم مستودعات المواد الغذائية أغلقت أبوابها منذ أيام واحتكر العديد منها أنواعا كثيرة من المواد القابلة للحفظ والمغلفة والمعلبة خوفا من الخسارة علما ان معظمهم تعامل مع تجار المفرق بقيمة الليرة الآنية وهذا ساهم في تهافت المواطنين على اسواق المواد الغذائية بغية شراء ما أمكن من المواد القابلة للحفظ والاستمرار وهو ما أدى إلى إفراغ معظم المحال التجارية من أهم المواد المطلوبة وقد أغلق معظمها وقال سامي عبد السلام القاطن في حي المجتهد بالقرب من باب مصلى وسط دمشق لـ لعربي الجديد إنه لم يستطع الوصول إلى أي متجر مفتوح في كل الأحياء المحيطة به مشيرا إلى أن غالبية التجار أغلقت مخازنها بحجة يوم الجمعة دون أن يفصحوا عن خشيتهم من التدهور الكبير لليرة السورية والخوف من تداعيات الأحداث المتلاحقة التي تجعل التداول بالليرة خسارة لا تعوض وأضاف أنه وصل إلى حي الدويلعة ومدينة جرمانا لجلب الطحين والسكر وبقايا الخضر والفاكهة بأسعار خيالية لا تصدق رغم ذلك أنا ومن معي كنا نتهافت على أي منتج معروض وكأننا في مجاعة حقيقية كما قال وفي جرمانا أكبر تجمع سكاني في محيط العاصمة دمشق تنتشر بسطات بيع الدخان الأجنبي المهرب على جانبي الطريق الرئيسي وبعض بسطات بيع الشاي والقهوة السريعة وهي المهن التي يعمل بها العديد من السوريين ومنهم من ذوي الاعاقة لأنها لا تحتاج إلى رأسمال كبير ولا محل تجاري ومربحة ورغم ذلك كان البيع متفاوتا بسبب عدم استقرار سعر الصرف في السوق الموازي كذلك الحال في قرى وبلدات ريف دمشق فقد أغلقت المحال أبوابها منذ الصباح الباكر وفق مصادر العربي الجديد في كل من حرستا وعربين وزملكا وجمد أصحابها البيع نظرا للارتفاع المتسارع للأسعار والمتزامن مع الأوضاع الأمنية حيث انعدمت حركة النقل بينها وبين أسواق دمشق لكن مصدر العربي الجديد في عربين قال إن الدخان ارتفع بنسبة تزيد عن مئة بالمئة وكذلك معظم المواد والسلع الغذائية والأساسية منها على وجه التحديد حيث وصل كيلو السكر إلى 31 ألف ليرة مع ندرة توافره في المحال القليلة التي لم تغلق أبوابها فيما فقد الزيت النباتي والسمن النباتي وبعض أنواع المنظفات كما أغلقت غالبية المحال التجارية ومحال السمانة وبيع الخضروات أبوابها في المناطق التي تم طرد الجيش منها