نحو إعلان اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية

34 مشاهدة

بعد ثلاثة عشر عامًا من العمل المتواصل في مشروع لغويّ رائد أسهم فيه مئات الخبراء من مختلف البلدان العربيّة في بيئة حاسوبيّة متطوّرة، بإدارة ناجعة ورصينة وإشراف من مجلس علميّ يضمّ خيرة علماء العربيّة، وبدعم مثابر من دولة قطر، سوف يُعلن معجم الدوحة التاريخي للغة العربيّة اختتام عمله في نهاية ديسمبر/كانون الأول من عام 2025. وقد بلغ عدد مداخله 300 ألف مدخل معجميّ؛ بما في ذلك المداخل المستخلصة من النقوش والنصوص، علاوة على جذور النظائر من اللغات الساميّة.

جاءت كلمة اكتمال في العنوان لأن المعجم التاريخيّ لا يكتمل فعلًا ونهائيًّا. فنحن نتحدّث عن تاريخ اللغة العربيّة، ومَنِ الذي بوسعه أن يقول بثقة إنّه اختتم الإحاطة بهذا التاريخ!؟ إنّ ما اكتمل هو المشروع الكبير الذي تبنّاه المركز العربيّ للأبحاث، والذي أخذ على عاتقه مهمّة تتبّع تغيّر معاني ألفاظ العربيّة تاريخيًّا، مفردات ومصطلحات، في سياقاتها الاستعماليّة، وذلك باستخدام الشواهد من النصوص، وأصول الألفاظ الأعجميّة التي تعرّبت، مع محاولة تحديد تاريخ أوّل ظهور للّفظ في النصوص المكتوبة، ثمّ تحديد تاريخ المعاني الجديدة التي اكتسبها في سياقاتها وشواهدها؛ وهي عملية عسيرة حين يتعلق الأمر بنصوص ما قبل عصر التدوين. وما زال خبراء المعجم يُصرّون على تحديد التاريخ بالسنة، في حين أنّني رأيت أنّ هذا ممكن في عصور متأخّرة، وما زلت أرى أن تحديد العقد، أو حتى القرن، كافٍ عند الحديث عن تواريخ سحيقة؛ فالمهمّ هو معنى اللفظ في مرحلة ما وتغيّره في مرحلة أخرى.

أجزم أنّنا سوف نكتشف أخطاءً، أو نُبلَّغ عنها؛ فنصحّحها. وسوف نُضطرّ إلى تعديل تواريخ استعمال بعض الألفاظ إذا تبيّن عدم دقّتها. وقد نُضطرّ إلى تصحيح بعض المداخل بعد أن نكتشف تصحيفًا في المصدر لم ينتبه إليه المحرّر. وسوف نتابع تطوّر اللغة، باشتقاقاتها ومعانيها الجديدة التي تولّدت من تفاعل اللغة الحيّة مع تطوّر الواقع المعيش، وكذلك استقبال ألفاظ أجنبيّة جديدة.

وبما أنه لم يُؤلَّف معجمٌ تاريخيّ للغة العربيّة من قبلُ، فقد كان علينا أن نجتهد بأنفسنا في وضع قواعد البحث

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح