إعلان استقلال الجنوب حتمية شعبية وواقع دبلوماسي لا يقبل الجدل
101 مشاهدة

4 مايو/ حافظ الشجيفي
ماذا لو اعلن الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، المفوض من قبل شعب الجنوب، استقلال دولة الجنوب. فهذا القرار لن يكون مجرد قرار سياسي عابر، بل هو تتويج لمسيرة نضالية طويلة وتجسيد لإرادة شعبية راسخة. فهذا الإعلان، في حال صدوره، سيضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع يستند إلى شرعية قوية ومتعددة الأوجه، تجعل من الصعوبة بمكان لأي طرف الاعتراض عليه، داخليًا أو خارجيًا، إقليميًا ودوليًا.
حيث لا يمكن فهم هذا السيناريو بمعزل عن الشرعية الشعبية التي يتمتع بها المجلس الانتقالي ورئيسه. فالتفويض الجماهيري الواسع الممنوح للزبيدي ليس مجرد ادعاء، بل هو حقيقة راسخة عززتها المظاهرات المليونية المتتالية التي شهدها الجنوب على مدار عقدين من الزمن، للمطالبةً بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب. وهذه الحشود الجماهيرية لم تكن مجرد تجمعات عابرة، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن تطلعات شعب عانى الأمرين تحت وطأة الاحتلال اليمني الغاشم.
إن هذا الزخم الشعبي سيضمن التفاف جماهير الجنوب قاطبة حول قرار الاستقلال. حيث ستصبح القضية الجنوبية قضية مصيرية يلتف حولها الجميع، يدعمون، ويقاتلون، ويحمون، ويستبسلون من أجلها. والزبيدي، في هذا السياق، لن يكون مجرد قائد سياسي، بل رمزًا وطنيًا لا منافس له، تتجسد فيه آمال وتضحيات شعب بأكمله. وستشكل هذه الوحدة الداخلية سدًا منيعًا أمام أي محاولات لتقويض القرار أو زعزعة الاستقرار في الجنوب المستقل.
اما من منظور القانون الدولي والمواثيق الأممية، فإن حق الشعوب في تقرير المصير هو مبدأ أساسي لا يمكن المساس به. فميثاق الأمم المتحدة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية يؤكدان بوضوح على هذا الحق، ويعتبرانه من ركائز العدالة الدولية. وأي محاولة لرفض استقلال شعب يمارس حقه في تقرير مصيره يعني الوقوف ضد هذه المبادئ، والاصطفاف مع المحتل ضد حقوق الإنسان والمسلمات السياسية المعترف بها دوليًا.
وما يزيد من قوة الموقف الجنوبي هو وضع المحتل الحالي. فكونه يعيش أوضاعًا داخلية معقدة، وحروبًا أهلية طاحنة، ويعادي دول العالم ويضايقها، يفقده أي شرعية أخلاقية أو قانونية للادعاء بحقه في السيطرة
ارسال الخبر الى: