إعادة تشكيل القوة الأمريكية هل ينذر بزلزال في الشرق الأوسط

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتحولات غير مسبوقة في السياسة الأمريكية، يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تقود الشرق الأوسط نحو مفترق طرق خطير.
بين الضربات العسكرية المفاجئة وإغلاق مؤسسات دبلوماسية حيوية، تساؤلات كبيرة تطرح نفسها حول مستقبل الاستقرار في المنطقة. فهل تعزز هذه الخطوات الأمن القومي الأمريكي أم أنها تفتح الباب أمام خلل استراتيجي قد يعيد المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف والفوضى؟ يتساءل الباحث في معهد الشرق الأوسط براين كاتوليس في تحليله الأسبوعي للسياسة الخارجية الأمريكية.
تصعيد عسكري وضربات استباقية
شهد الأسبوع الماضي سلسلة من التحركات العسكرية التي أثارت جدلاً واسعاً. فقد شنت الولايات المتحدة غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن، متذرعة بتزايد تهديداتهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وزارة الدفاع الأمريكية أكدت أن هذه العمليات غير محدودة زمنياً، ولن تتوقف إلا إذا أعلن الحوثيون وقف هجماتهم على السفن والطائرات الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، جاءت الغارات الإسرائيلية الجديدة على غزة لتنهي اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان يُنظر إليه باعتباره بصيص أمل في سماء مشتعلة.
وبينما واصلت واشنطن دعمها اللامحدود لإسرائيل، تبخرت آمال تحقيق تهدئة طويلة الأمد مع استئناف القتال الدامي.
حتى الرسائل الدبلوماسية لم تكن أكثر تفاؤلاً. فرغم المحاولات الأمريكية للتواصل مع إيران بشأن البرنامج النووي، يبدو أن طهران لا تزال بعيدة عن الانخراط في أي حوار بناء.
وفي المقابل، صعّدت واشنطن لهجتها، حيث أشار مستشار الأمن القومي مايكل والتز إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، مما يزيد من التكهنات حول احتمالية عمل عسكري أمريكي ضد إيران.
تفكيك أدوات القوة الناعمة
لكن الأزمة لا تقتصر على التصعيد العسكري فقط. فبينما تتجه إدارة ترامب نحو تعزيز القوة الصلبة، تبدو القوة الناعمة – التي كانت ذات يوم ركيزة أساسية للسياسة الخارجية الأمريكية – في طريقها إلى الزوال.
على مدى عقود، لعبت المؤسسات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ومعهد الولايات المتحدة للسلام دورًا محوريًا في تعزيز التنمية والاستقرار العالمي. لكن اليوم، ومع قرارات إلغاء العقود وتسريح الموظفين،
ارسال الخبر الى: