إطلاق مشروع لتوثيق استشهاد الصحافيين الفلسطينيين في غزة
٥٩ مشاهدة
أطلق مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت الأربعاء مشروعا يهدف إلى توثيق حياة واستشهاد الصحافيين الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وإجراء تحقيقات لمواجهة إفلات مرتكبي الجرائم بحق الصحافيين من العقاب وعمل فريق التوثيق المكون من رشا أبو جلال ويحيى اليعقوبي وأحمد أبو قمر على مدار أشهر من أجل توثيق قصص استشهاد 125 من الصحافيات والصحافيين الفلسطينيين خلال حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي ويهدف المشروع الممول من يونسكو عبر الصندوق العالمي لحماية الصحافيين إلى توثيق مسيرة حياة وقصص استشهاد الصحافيين في غزة إضافة إلى ثلاثة تحقيقات استقصائية حول الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الصحافيين الفلسطينيين ضمها كتاب أشرف عليه وحرره صالح مشارقة ولفت منسق الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت والمشرف على المشروع صالح مشارقة في حديث مع العربي الجديد أن العمل على المشروع بدأ في منتصف العام الماضي بآلية مختلفة لتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين الفلسطينيين بعدد محدد من التقارير لكن مع اندلاع حرب الإبادة على غزة تغيرت الفكرة برمتها وتحولت لتوثيق قصص حيوات شهداء الصحافة في قطاع غزة في ظل العدوان وظروف وملابسات استشهادهم كذلك لفت إلى أن المشروع اعتمد تقنية القصة الصحافية بدل التقرير الإخباري مما يوفر لأي جهة دولية ذات اختصاص أو مؤسسة حقوقية دولية أو لجان التحقيق المختلفة إمكانية الوصول إلى معلومات غير مسبوقة حول ظروف استشهاد 125 صحافيا في غزة معتبرا أنه وثيقة إدانة جديدة للاحتلال تثبت ارتكابه جرائم متعمدة بحق الصحافيين الفلسطينيين وأشار مشارقة إلى صعوبات جمة رافقت إنجاز هذا العمل من بينها الوصول إلى عائلات الصحافيين الشهداء في ظل النزوح المتكرر وتعذر التواصل عبر الهواتف النقالة وغير النقالة وضعف شبكة الإنترنت وهو الأمر الذي صعب أيضا التواصل مع الفريق المتعاون في غزة وقالت الصحافية المشاركة في المشروع من الضفة الغربية عزيزة نوفل إنه خلال مشاركتها في التحقيقات حول انتهاكات الاحتلال بحق الصحافيين الفلسطينيين تبين لها ارتفاع وتيرتها بعد السابع من أكتوبر وأشارت أيضا أنه خلال توثيقها اعتقال الصحافيات في الضفة الغربية اكتشفت سياسات عقابية جديدة بحقهن علاوة على التعذيب في السجون كالتهديد والحبس المنزلي وغيرها وأضافت لـالعربي الجديد الانتهاكات تكثفت بشكل كبير وغير مسبوق بعد بدء حرب الإبادة على غزة وقدم الصحافي المشارك في المشروع من غزة أحمد أبو قمر عبر فيديو مصور له من بين ركام المنازل في مخيم جباليا شهادة أكد فيها صعوبة توثيق قصص وحكايات الصحافيين الشهداء وآثاره النفسية الصعبة إضافة إلى صعوبات ميدانية في التنقل والوصول إلى عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم من مصادر المعلومات من جهتها أشارت الصحافية وعضو فريق التوثيق رشا أبو جلال إلى أن عدم ظهورها في بث مباشر من غزة سببه ضعف شبكة الإنترنت مما يدلل على الصعوبات التي عاشها ويعايشها فريق توثيق المشروع خلال عمله كما لفتت إلى أنها كتبت 75 قصة من قصص الكتاب نزحت خلال توثيقها وصياغتها ست مرات هربا من قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي وأشارت أيضا إلى أنها كتبت معظم القصص في خيام النزوح متحدثة عن الصعوبات النفسية التي كانت تعاني منها عند استعادة حكايات الصحافيين الشهداء خاصة الأصدقاء منهم كذلك شددت أبو جلال على أهمية المشروع لكونه يؤكد على أننا لسنا أرقاما بل تجارب حياة فـالجثامين التي تحمل دروع الصحافة المخضبة بدمائهم تحمل كل منها قصة وحكاية وهو ما وثقه الكتاب وأكد الصحافي يحيى يعقوب من فريق البحث على ما قاله زميلاه مشددا على ضرورة فضح جرائم الاحتلال اليومية وغير المسبوقة بحق المدنيين في قطاع غزة عامة والصحافيين منهم على وجه الخصوص وتعميمها حول العالم أما نائب رئيس نقابة الصحافيين الفلسطينيين عمر نزال فأكد أهمية المشروع الذي يقدم صبغة مختلفة في التوثيق لجهة أنسنة قضايا الشهداء من الصحافيات والصحافيين الذين سعوا لإيصال ما يحدث على أرض الواقع في قطاع غزة إلى العالم من جهتها شددت المتحدثة باسم اليونسكو هلا طنوس على ضرورة تضافر الجهود لجهة استكمال التوثيق وإطلاق الكتاب بالتزامن مع اليوم العالمي للإفلات من العقاب في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني المقبل وترجمته إلى عدة لغات