إسناد غزة مبادئ لا تعيقها المصالح
دخل العام 2024 مثقلًا بحمل طوفان الأقصى، وبشاعة العدوان “الإسرائيلي” على غزة، والتوحش الصهيوني ضد الإنسانية والإجرام بحق النساء والأطفال، بالغارات والمجازر والحصار، ما دفع اليمن للاستمرار في حملة إسناد غزة، على مدار العام، وتوسيع مراحل الإسناد والتنقل بينها وصولاً إلى المرحلة الخامسة، والتي أغلقت الطريق البحري وحظرت البحر الأحمر أمام الملاحة “الإسرائيلية”، وضاعفت من عملياتها وضرباتها، وطوّرت من القدرات العسكرية ورفعت من الجهوزية، والاستعداد للضغط والمواجهة بغرض وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ولم تدخر جهدًا على كل المستويات، العسكرية والشعبية والسياسية والاجتماعية والأمنية والثقافية.
علي الدرواني
كان الإسناد التاريخي مميزًا للعام 2024 بكل ما تعنيه الكلمة، حيث خاض اليمن هذه المعركة، متسلحاً بأحقية القضية الفلسطينية، ومظلومية الشعب الفلسطيني، ووجوب الإسناد على الأمة، وإرضاء لله سبحانه وتعالى، وثقة بنصره، وتوكلاً عليه.
لم يبحث اليمن عن المبررات للتخاذل والتفرج، بل تغلب على كل الصعوبات وتعالى على الجراح، وانطلق في الإسناد، رغم المعاناة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم من صنع البشر، بسبب تحالف العدوان السعودي الإماراتي، ولعل حال اليمن وشعبه، كان دافعًا أكثر منه مانعًا، لهذا النوع من الإسناد، لناحية الشعور بالخذلان من الأمة والعالم وحالة التفرج على هول ما ارتكبه العدوان السعودي الإماراتي ضد البلد وشعبه والحصار الظالم ومحاولات التقسيم، ربما كان ذلك دافعًا، للشعور بالمسؤولية، والتحرك الجاد والفاعل، بكل الإمكانيات المتاحة لنصرة شعب مظلوم، في وجه آلة قتل وحشية هي الأكثر وحشية في العالم والعصر الحديث.
مراحل الإسناد الخمس
في معركة الإسناد لغزة، كانت المعطيات الميدانية هي التي تحدد حجم ونوع الإسناد، فجاءت المراحل اليمنية الخمس، بشكل متدرج، لتتلاءم مع تصاعد العدوان “الإسرائيلي” على القطاع، ومع التحرك الصهيوني نحو العمل البري، كانت أولى عمليات اليمن بالقصف الصاروخي على إيلات، ثم عندما تزايدت المجازر، انتقل إلى المرحلة الثانية بمنع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب، وانتقل اليمن إلى المرحلة الثالثة مع تشكيل التحالف الأمريكي البريطاني للعدوان على اليمن، وما لبثت المرحلة الرابعة أن انطلقت ردًا
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على