إسلام آباد تهدد بـ محو طالبان تصعيد خطير بعد فشل مفاوضات السلام مع كابول
كابول – المساء برس|
في تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، لوّحت باكستان باستخدام القوة العسكرية ضد حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، بعدما أعلنت رسمياً فشل المفاوضات التي جرت بين الجانبين برعاية تركية وقطرية، في محاولة للتوصل إلى هدنة دائمة وإنهاء التوتر المستمر على طول الحدود المشتركة.
وقالت وكالة رويترز إنّ وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف هدّد بـ”محو حركة طالبان من الوجود”، مشيراً إلى أنّ إسلام آباد “لن تتوانى عن اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية مواطنيها من التهديدات القادمة من الأراضي الأفغانية”.
ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار فشل مفاوضات استمرت أربعة أيام في إسطنبول، بمشاركة قطرية وتركية مشتركة، دون التوصل إلى أيّ ضمانات من كابول بشأن وقف استخدام الأراضي الأفغانية كمنصة لشن هجمات ضد القوات الباكستانية.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـرويترز، فإن الجولة الأخيرة من الحوار شهدت خلافات حادة حول الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، إذ تؤكد باكستان أنّ الجماعات المتشددة تتخذ من أفغانستان ملاذًا آمنًا، بينما تتهم طالبان إسلام آباد بتأجيج النزاع ودعم جماعات مناهضة للحركة.
وكان البلدان قد توصلا في 19 أكتوبر الجاري إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة قطرية في الدوحة، إلا أنّ الجولة الثانية من المحادثات في إسطنبول انهارت بالكامل، بعدما تبادل الجانبان الاتهامات بالفشل في تنفيذ بنود الهدنة.
وقال وزير الإعلام الباكستاني في بيانه إنّ “الجانب الأفغاني حاد عن جوهر القضية التي بدأت عملية الحوار على أساسها”، متهماً حكومة طالبان بـ”المراوغة ولعب دور الضحية بدلاً من الالتزام بتعهداتها”.
في المقابل، لم تصدر وزارة الدفاع الأفغانية ولا حكومة طالبان أي تعليق رسمي حتى الآن، فيما يرى مراقبون أنّ تهديدات باكستان الأخيرة قد تدفع المنطقة نحو جولة جديدة من المواجهة، خاصة في ظل تعثر جهود الوساطة الإقليمية وغياب الثقة بين الجانبين.
ويحذر محللون من أنّ أي عمل عسكري باكستاني ضد طالبان قد يفتح جبهة جديدة في جنوب آسيا، ويهدد بانهيار أمني يمتد من كابول إلى إسلام آباد، في وقتٍ تعاني فيه
ارسال الخبر الى: