قصور إسطنبول أسرار السلطنة العثمانية وعمارتها الفريدة
36 مشاهدة
يصعب تذكر مدينة إسطنبول التركية من دون ذكر قصورها التاريخية ذات الطابع المعماري المميز والتي حملت أسرار السلطنة العثمانية قبل أن تتحول إلى مزار سياحي جاذب لا تعكس القصور التاريخية في مدينة إسطنبول التركية البذخ الذي عاشه السلاطين العثمانيون فحسب بل تدلل أيضا على مستوى الرفاهية والتطور والتميز العمراني الذي اعتبره كثيرون سابقا لعصره وقتذاك ويكشف فتح القصور أمام الناس بعضا من أسرار الحكم والتفاوت بين حياة السلاطين والرعايا فتحت تركيا قصور سلاطينها أمام الشعب والسياح وكثيرة هي العبر التي يمكن استخلاصها منها أنه لا دوام لملك أو حاكم وبعيدا عن العبر فإن لهذه القصور وقعا كبيرا على الناس وتشير مصادر رسمية تركية إلى أن القصور التراثية والتاريخية كانت من أكثر الأماكن إقبالا من قبل السياح المحليين والأجانب عام 2024 وبحسب بيان صادر عن مديرية القصور الوطنية فإن عدد زوار القصور الوطنية في عام 2024 ارتفع بنسبة 20 مقارنة بالعام السابق من 7 ملايين و261 ألفا و241 إلى 8 ملايين و709 آلاف و27 سائحا واستقبل قصر توب كابي أكبر قصور مدينة إسطنبول ومركز إقامة سلاطين الدولة العثمانية لأربعة قرون 4 ملايين و683 ألفا 250 شخصا عام 2024 فيما استقبل قصر دولمة باهجة الذي كان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للسلطنة العثمانية منذ عام 1856 وحتى 1922 مليونا و384 ألفا و383 شخصا في العام نفسه أما قصر يلدز الذي افتتحه الرئيس رجب طيب أردوغان في 19 يوليو تموز عام 2024 فاستقبل 447 ألفا و586 زائرا محليا وأجنبيا كما زار 649 ألفا و460 سائحا قصر بيلرباي الواقع في منطقة بيلرباي المعروفة رسميا باسم الحدائق المتقاطعة على الجانب الأناضولي من مضيق البوسفور وزار قصر كوجوكسو الصيفي في إسطنبول الواقع في حي كوجوكسو في منطقة بيكوز على الشاطئ الآسيوي للبوسفور بين قصر الأندلوسيار وجسر السلطان محمد الفاتح 203 آلاف و133 شخصا وبلغ عدد زوار متحف رسم القصور الوطني 512 ألفا و674 زائرا كما نال قصر أنقرة قسطه من الزوار وبلغ عددهم 188 ألفا و471 شخصا عام 2024 بعد فتح أبوابه أمام الزوار أمر يبرره الدليل السياحي وصاحب شركة ياشام محمود ألتن باش برغبة الأتراك ربما قبل السياح في معرفة موجودات القصور والتعرف إلى نمط حياة السلاطين والرؤساء بعد تأسيس الجمهورية عام 1923 ويقول لـ العربي الجديد إن برنامج زيارة القصور متوفر لجميع المجموعات السياحية التي تزور إسطنبول وخصوصا قصري توب كابي ودولمة باهجة مشيرا إلى أن تركيا تستخدم بعض القصور العثمانية حتى اليوم ويلفت إلى أن الكثير من زيارات الوفود الرئاسية تتم في قصر دولمة باهجة معتبرا ذلك رسالة يوجهها الرئيس التركي تهدف إلى إبراز حضارة تركيا ونهضتها وفي ما يتعلق بالإقبال السياحي يقول إن الزوار غالبا ما يركزون خلال زيارتهم القصور على نمط حياة السلاطين والمستوى المعيشي والأدوات والحجرات وكيفية توزع الأجنحة وكيفية إدارتها من قبل السلطنة والمقتنيات النادرة في تلك الفترات بالإضافة إلى الطابع العمراني الفريد للقصور وحدائقها المطلة على البوسفور أو إسطنبول أو المقاهي وأماكن الترفيه وغير ذلك إذا يعد قصر توب كابي الأكثر شهرة وحاملا لأسرار السلطنة العثمانية لكونه بقي مركز حكم الدولة العثمانية على مدى أربعة قرون عدا عن كونه مقرا للسلاطين وكانت جميع الأقاليم تشير من خلاله إلى السلطان وعرف باسم الباب العالي بنى القصر محمد الفاتح 1460 1478 على تلة تطل على القرن الذهبي وبحر مرمرة وعدة نقاط على مضيق البوسفور ويضم مباني عدة وأفنية ومئات الغرف وعرف أولا باسم القصر الجديد ووصل عدد المقيمين فيه إلى 4000 شخص ثم تم تحويله إلى متحف بعد إعلان الجمهورية عام 1924 نظرا لما يضم من كنوز عثمانية ثمينة وفي الغرفة الخاصة في متحف القصر أثر النبي أو العهدة الشريفة وهي مجموعة من المتعلقات الشخصية الخاصة بالنبي محمد تحتفظ بها السلطات التركية وثاني قصور إسطنبول ومن بين أكثرها شهرة هو قصر دولمة باهجة الواقع على ساحل مضيق البوسفور المطل على شمال بحر مرمرة في مدينة بشكطاش وكان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ عام 1856 وحتى 1922 كما كان مقر سكن وإقامة الرئيس التركي الأسبق مصطفى كمال أتاتورك الذي توفي فيه سنة 1939 وتعد ملامح القصر مميزة وقد شارك في بنائه مهندسون معماريون بارزون من أوروبا بالإضافة إلى آخرين من الإمبراطورية العثمانية ويظهر ذلك في هندسة الحدائق المميزة المحيطة بالقصر والمجموعات النباتية التي جلبت من مختلف أنحاء العالم وهناك قصر يلدز الذي يتكون من عدد كبير من الأجنحة والدور وبني في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكان مقرا للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني في إبريل نيسان 1877 باعتباره أكثر أمنا وأطلق عليه اسم يلدز ساراي هومايون وطوال فترة حكمه الذي استمر 33 عاما اتخذ القصر شكله الحالي وبعد هذه الفترة وتأسيس الجمهورية التركية استخدم المكان مقرا عسكريا قبل أن يحول إلى متحف ويصبح ملكا لوزارة الثقافة والسياحة التركية ويتم افتتاحه للزيارات بعد إجراء الترميمات اللازمة ويعود سبب شهرة المكان لتميز موقعه في منطقة بشكطاش على تلة يلدز المطلة على مضيق البوسفور وتعتبر الحديقة حاليا متنزها ومتنفسا متميزا داخل مدينة إسطنبول أما قصر بيلار بيه فيصنف لدى العثمانيين قصرا صيفيا إذ بني في القرن التاسع عشر ليكون مقرا صيفيا للسلاطين العثمانيين يتميز بتصميمه المعماري الرائع والحدائق الخلابة التي تحيط به من جهة أخرى يحمل القصر قصة حزينة حيث سجن فيه السلطان عبد الحميد وعائلته مدة ست سنوات حتى وفاته ويقال إنه نحت جزءا من أثاث القصر بيديه ومن القصور الصيفية أيضا قصر أهلامور الذي سمي هكذا تيمنا بأشجار الزيزفون المنتشرة بكثافة فيه ويتكون من مبنيين الأول وهو المبنى الرئيسي مخصص للمراسم بينما الثاني مخصص لموكب السلطان الذي كان خاصا بالأسرة الحاكمة وثمة قصور مدهشة ببنائها وإن كانت صغيرة المساحة أو أنها لم تحظ بشهرة كونها لم تكن مراكز حكم بل أماكن ضيافة واستجمام مثل قصر كوجوكسو الذي كان يستخدمه السلاطين العثمانيون للإقامات القصيرة أثناء النزهات ورحلات الصيد يقع القصر في حي كوجوكسو في منطقة بيكوز على الشاطئ الآسيوي للبوسفور بين قصر الأندلوسيار وجسر السلطان محمد الفاتح وهناك قصر جراغان العثماني السابق الذي بات فندق خمس نجمات تابعا لسلسلة فنادق كمبنسكي وأنشأه السلطان عبد العزيز ويقع في مدينة إسطنبول في الضفة الأوروبية على مضيق البوسفور بين بشكطاش وأورطاكوي ونختتم زيارة قصور إسطنبول بقصر الخديوي ويقع في بلدة بيكوز من الشق الآسيوي لمدينة إسطنبول وبني عام 1907 من قبل المعماري الإيطالي ديلفو سيميناتي وبأمر من خديوي مصر عباس حلمي باشا الذي عاش فيه مع عائلته بعد عزله بقرار من السلطان محمد رشاد الخامس أثناء إعلان مصر استقلالها عن الدولة العثمانية يحتوي القصر على أول مصعد يعمل بالبخار في تركيا آنذاك وعرف حينها بتلك الميزة كما تحيط بالقصر حديقة كبيرة تحتوي أنواعا عدة من الورود والأشجار وبعد مغادرة الخديوي المدينة عام 1930 اشترت بلدية إسطنبول القصر لكنه لم يستخدم كثيرا في السنوات ما بين 1937 وحتى 1982 وتعرض للتخريب والضرر وجرى ترميمه عام 1982 وبعد سنتين من عملية الترميم تم تحويله إلى فندق ومطعم ومقهى