إسرائيل وهم التفاوض من موقع القوة

19 مشاهدة

نجاح القيادة السورية الجديدة في بناء الثقة بينها وبين الولايات المتحدة، أعطى انطباعاً بأنها راغبة في الانفتاح على المجتمع الدولي، والانتقال بسورية من ضفة إلى أخرى.

تشهد العلاقات السورية الأميركية تطوراً يمكن عده “تاريخياً”، خاصة وأنه يسعى لنقل سوريا من الضفة المعادية للولايات المتحدة إلى ضفة المظلة الأميركية الغربية، وهو ما يعني تغيراً ليس فقط في السلوك السياسي السوري، بل انقلاباً على “المبادئ السياسية”التي تربى عليها الشعب السوري، ولعقود مضت.

المشكلة أن التعاطي السوري مع السياسة الأميركية كان ينطلق من فكرة الانحياز الأميركي لـ “إسرائيل”، والدور التاريخي للولايات المتحدة الأميركية في ضياع الحقوق العربية، وخاصة الجولان والقضية الفلسطينية.

الإدارة السورية الجديدة لديها رغبة في محاولة فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية، انطلاقاً من فكرة عدم العداء لـ “إسرائيل”، وتفهم الطبيعة الخاصة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، ومحاولة الاستثمار في التوجهات الجديدة لإدارة ترامب الساعية إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، للتفرغ لمعركته الأساسية (مواجهة الصين)، أو السعي للحد من نموها على أقل تقدير.

الدور العربي الداعم لسوريا، والعلاقات الجيدة بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أسهمت في تشجيع ترامب على اتخاذ قراره التاريخي برفع العقوبات عن سورية.

عندما تحدث الرئيس ترامب في مايو/ أيار الماضي عن قضية رفع العقوبات عن سوريا، شكك الكثيرون بذلك، خاصة وأن تلك العقوبات كانت قد فرضت خلال 46 عاماً، وعبر إدارات أميركية متعاقبة.

كثيرون قالوا أن ذلك سيحتاج إلى ستة أشهر، وربما سنة أو أكثر، لكن ذلك تحقق خلال ستة أسابيع فقط، حيث ألغى ترامب خمسة مراسيم كانت قد تضمنت فرض عقوبات على أكثر من خمسة آلاف شخص وجهة سورية.

المشكلة أن الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى الإدارة الأميركية لصياغته لن يكون إلا على حساب العرب، فتركيا قوية، وإيران فشلت كل محاولات استهدافها، وكل المؤشرات تشير إلى مواجهة قادمة بينها وبين تحالف قد تقوده هذه المرة الولايات المتحدة وإسرائيل، ولن يكون للعرب القدرة على رفض المشاركة فيه.

لماذا أسرع ترامب في رفع العقوبات عن

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح