إسرائيل وحماس في حاجة لحرب طويلة
٨٥ مشاهدة
قيادات إسرائيل وحماس يبدو أنهم مقتنعون بأن اليوم التالي لنهاية الحرب سيكون مريراً جداً، وستجهز (المشانق) في الساحات العامة لكل من تسبب في تلك الحرب من قيادات حماس، أو كل من أهمل في حماية إسرائيل، ولذلك لا مانع من بقاء الحرب أطول فترة ممكنة.
استمرار الحرب فيه مصلحة لأطراف عديدة مباشرة كحماس وإسرائيل، إضافة لدول إقليمية ومليشيات وتنظيمات تهدف لتعطيل مشاريع المنطقة الاقتصادية ومبادرات السلام؛ لأن تلك الدول والميليشيات لا تؤمن إلا بالفوضى مصدراً للحياة والبقاء وتعليق أخطائها واستحقاقاتها الشعبية عليها.
في تل أبيب، وحسب كل النقاشات في وسائل الإعلام وبين النخب، ينتظر القياداتِ الأمنية والسياسية حسابٌ عسير، فكيف لجيش بنى سمعته طوال 75 عاماً على المبادرة والقضاء على الخصوم في ساعات، فضلاً عن جهاز استخباراتي لديه ذراع طويلة، وقدرات بدأت باصطياد النازيين وليس انتهاء بالقضاء على الأخطار قبل حدوثها، ومع ذلك سقط يوم 7 أكتوبر.
في غزة وفنادق الإقليم ينتظر (حماس) أيضاً حسابٌ لا يقل مرارة عن أصدقائهم في تل أبيب، فهم من قام بعملية كبرى غير محسوبة العواقب، عملية أكبر من غزة ومن حماس ومن الإقليم كله، وفي الوقت نفسه تركت تلك القيادات شعب غزة لمصيره المحتوم، دون أن يرف لهم جفن، فالأدبيات الإخوانية التي تعتنقها قيادة حماس لا ترى في موت بضعة آلاف أو حتى مئات الآلاف أي ذنب، بل هي مؤمنة أنها تهديهم الشهادة، وعليهم أن يشكروها على ذلك، بينما المواطنون العُزّل الذين يتلقون الرصاص والقنابل ولديهم أطفال وآباء وأمهات وأسر ويريدون أن يعيشوا في سلام ليس لهم أي علاقات بحسابات ولا أيديولوجيات حماس.
الهروب إلى الأمام هو ما تفعله حماس وإسرائيل، صحيح أن تل أبيب تستعيد ببطء قدراتها القتالية وثقة شعبها بها إلا أن مرارة ما حصل يبدو أكبر
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على