إسرائيل وإعادة إنتاج النازية بالصهيونية

25 مشاهدة

منذ منتصف القرن العشرين، رسّخت السردية الغربية، لا سيما الأميركية، صورة النازية الألمانية بوصفها ذروة الشر السياسي، وجعلت منها حجر الزاوية في تبرير كثير من السياسات الغربية اللاحقة، وعلى رأسها دعم قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي. لكن المفارقة الكبرى أن النموذج النازي الذي أُدين عالمياً لم يُقبر تماماً، بل أُعيد إنتاجه بشكل أكثر فتكاً وشراسة، وهذه المرة تحت لافتة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وحق الدفاع عن النفس. إنها صهيونية نتنياهو.

يُشكل بنيامين نتنياهو التجسيد السياسي لعقيدة صهيونية استعلائية، ترى في الآخر العربي والمسلم تهديداً وجودياً دائماً، وتُبرر الإبادة الوقائية كحق مشروع. بهذا المعنى، لا يختلف منطق نتنياهو عن منطق هتلر كما فُسِّر لاحقاً: الآخر خطر دائم، والحل الوحيد هو الإلغاء الكلّي له.

وكما قدّمت النازية مبرراتها من خلال أسطورة التفوّق الآري، فإن الصهيونية المعاصرة تقدّم طروحاتها عبر خطاب شعب الله المختار، وحق إسرائيل في الوجود، ومحاربة الإرهاب، والخطر الإيراني، ومكافحة معاداة السامية، وهي شعارات تُستخدم كأدوات سياسية لتبرير العنف، أكثر مما تعبّر عن معانٍ أخلاقية.

يبدو أن مشروع نتنياهو الصهيوني، المدعوم أميركياً، يدفع الشرق الأوسط والعالم إلى صراع لا يمكن احتواؤه

شهدنا في السنوات الأخيرة - وخاصة بعد حرب الإبادة في غزة - تصعيداً غير مسبوق من قبل حكومة الاحتلال، تُوّج بتوسيع رقعة العنف إلى لبنان وسورية، والآن نحو إيران. وكل ذلك يجري تحت ذريعة الدفاع عن النفس، حتى لو كان التهديد على بُعد آلاف الكيلومترات. هكذا نكون أمام نموذج دولة مارقة بكل المقاييس، لكنها تحظى بشرعية دولية زائفة، وغطاء أميركي وغربي غير مشروط.

لكن التشابه مع النازية لا يقتصر على منطق الإبادة والعدوان، بل يمتد إلى أثره العالمي المدمّر. وكما جرّت ألمانيا الهتلرية أوروبا والعالم إلى أتون حرب عالمية شاملة، يبدو أن مشروع نتنياهو الصهيوني، المدعوم أميركياً، يدفع الشرق الأوسط والعالم إلى صراع لا يمكن احتواؤه ضمن الحدود الجغرافية التقليدية. من غزة إلى جنوب لبنان، إلى سورية، ثم إلى الداخل الإيراني، تتسع دائرة النار، بينما يصفّق الغرب للضحية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح