إسرائيل تستهدف غذاء لبنان قصف الأراضي الزراعية بالفوسفور الأبيض

٤٦ مشاهدة
وطئ المزارع اللبناني زكريا فرح حقوله الواقعة على مشارف بلدة القليعة في جنوب لبنان آخر مرة في يناير كانون الثاني ولكن ليس لزراعتها فبينما كانت أصوات القصف تدوي على مسافة بعيدة دس يديه بسرعة في التربة لجمع عينات يمكن أن تحدد مستقبل عائلته وبعدما عبأ التربة في أكياس أرسل فرح 30 عاما ست عينات إلى مختبر في الجامعة الأميركية في بيروت لفحصها بحثا عن بقايا الفوسفور الأبيض الناجم عن القصف الإسرائيلي على الأراضي الزراعية جنوبي لبنان على أمل أن يعرف ما إذا كان بوسعه زراعة أرضه عندما تنتهي الأعمال القتالية وقال لوكالة رويترز في يونيو حزيران نشرتها اليوم الأربعاء بدي أعرف شو عم طعمي ابني شو عم طعمي مرتي شو عم طعمي نفسي وتابع خايفين على مستقبل أراضينا شو فينا ناكل شو فينا نشرب وأضاف فرح أنه يخشى أن تكون حقوله قد تسممت جراء استخدام الجيش الإسرائيلي الفوسفور الأبيض منذ أكتوبر تشرين الأول عندما بدأ تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية بالتزامن مع الحرب على قطاع غزة وقال إن عشرات المزارعين في جنوب لبنان قلقون مثله ووفقا للمجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية وقع 175 هجوما إسرائيليا على جنوب لبنان باستخدام الفوسفور الأبيض منذ ذلك الحين وأدى العديد منها إلى إشعال حرائق ألحقت الضرر بأكثر من 1480 فدانا من الأراضي الزراعية وذخائر الفوسفور الأبيض ليست محظورة لاعتبارها سلاحا كيميائيا ويمكن استخدامها في الحروب لصنع سواتر من الدخان أو تحديد الأهداف أو حرق المباني بل نظرا لإمكانية تسببها في حروق خطيرة ونشوب حرائق فإن الاتفاقيات الدولية تحظر استخدامها ضد الأهداف العسكرية الواقعة وسط المدنيين ولبنان طرف في تلك البروتوكولات الدولية لكن إسرائيل ليست كذلك وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في يونيو حزيران إنها تحققت من استخدام الفوسفور الأبيض في ما لا يقل عن 17 بلدية في جنوب لبنان منذ أكتوبر تشرين الأول خمس منها استخدمت فيها الذخائر المتفجرة جوا بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة وردا على أسئلة من رويترز قال الجيش الإسرائيلي إن قذائف الدخان الأساسية التي استخدمها لا تحتوي على الفوسفور الأبيض وأضاف أن قذائف الدخان التي تحتوي على تلك المادة يمكن استخدامها لصنع سواتر دخانية وأنه يستخدم فقط وسائل الحرب المشروعة ووفقا لتقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ديسمبر كانون الأول بشأن لبنان فإن الفوسفور الأبيض سام للغاية ويشكل مخاطر مستمرة لا يمكن التنبؤ بها مع استمرار النيران التي يسببها وتصعب السيطرة عليها لوقت طويل ما يسبب مخاطر جسيمة على صحة الإنسان والبيئة وسلامتهما وقال البرنامج إن جودة التربة في منطقة الصراع بجنوب لبنان تضررت من انتشار المعادن الثقيلة والمركبات السامة بينما أدى استخدام الفوسفور الأبيض إلى خفض خصوبة التربة أكثر وزيادة حموضتها مزارعون يفقدون دخلهم بسبب الفوسفور الأبيض يعتقد فرح ومزارعون آخرون أن كلا منهم فقد بالفعل دخلا كان يمكن أن يصل إلى سبعة آلاف دولار لأن القصف المستمر جعل زراعة أو حصاد القمح والتبغ والعدس وغيرها من المحاصيل في المواسم المعتادة أمرا بالغ الخطورة وقال عدي أبو ساري وهو مزارع من بلدة الضهيرة في جنوب لبنان إن الفوسفور الأبيض أحرق أيضا القش الذي جمعه من أجل الماشية وأحرق كذلك أنابيب الري البلاستيكية في حقوله وأضاف أبو ساري رح اضطر ارجع بلش من الصفر بس أول شي لازم أعرف إذا صالح للزراعة وحتى يعرفوا ما إذا كان الفوسفور الأبيض قد ترك أثرا دائما على تربتهم يحفر المزارعون لأخذ عينات يرسلونها إلى رامي زريق كيميائي التربة في الجامعة الأميركية في بيروت طور زريق بروتوكول بحث لجمع العينات وفحصها أولا تجمع تربة تبعد مسافات مختلفة عن موقع القصف ومنها عينة ضابطة من موقع يبعد 500 متر بحيث لا تكون قد تأثرت مباشرة بالضربة وفور وصولها إلى مختبره تغربل التربة وتخلط بالحمض وتعرض للحرارة والضغط العاليين ويضاف محلول لإظهار تركيز الفوسفور بحيث تمثل شدة اللون في النتيجة نسبة الفوسفور وبعد ذلك تقارن تلك العينة بالعينة الضابطة التي تمثل معيارا للفوسفور الموجود بشكل طبيعي في التربة وقال زريق ما نبحث عنه هو ما يحدث للتربة والنباتات في المواقع التي تعرضت لقصف بالفوسفور الأبيض هل يبقى الفوسفور وبأي تركيزات هل يختفي وقالت مساعدته طالبة الدكتوراه لين ديراني إنها اختبرت حتى الآن عينات من أربع بلدات بهذه الطريقة إلا أنهم بحاجة لمزيد من العينات للوصول إلى نتيجة حاسمة لكن الوتيرة المستمرة للقصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وبالأخص الحقول الزراعية التي يتهم مقاتلو حزب الله باستخدامها غطاء جعلت المزارعين غير مستعدين للمغامرة بالخروج إلى هناك لجمع المزيد من العينات وبعضهم مثل أبو ساري غادر لبنان وينتظر في الخارج انتهاء الحرب ويوثق آخرون الأمر من خلال لقطات مصورة وصور فريق جمعية الجنوبيون الخضر الذي يضم مجموعة من علماء البيئة ومحبي الطبيعة في جنوب لبنان عدة وقائع للقصف أظهرت العلامات الواضحة لهجمات الفوسفور الأبيض وهي عشرات الخيوط ذات اللون الأبيض وهي تنفجر من ذخائر فوق الأراضي الزراعية وقال رئيس الجمعية هشام يونس إن الكثافة المخيفة للهجمات تصل إلى مستوى الإبادة البيئية أي التدمير واسع النطاق للبيئة الطبيعية على أيدي البشر عمدا أو من طريق الإهمال وأضاف يونس أنه نظرا للتأثيرات المحتملة على التربة ومخزون المياه وحتى الأشجار القديمة فإننا عم نحكي عن إصابة عميقة للنظام الطبيعي التداعيات مضاعفة وتعمل وزارتا البيئة والزراعة في لبنان مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحديد حجم تلك التداعيات على أمل استخدام أي وثائق أو نتائج مخبرية لرفع شكاوى إلى الأمم المتحدة وقال وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين هذا عمل من أعمال الإبادة البيئية وسنرفعه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وردا على أسئلة من رويترز قال الجيش الإسرائيلي إن اتهامات الإبادة البيئية لا أساس لها من الصحة على الإطلاق حسب زعمه رويترز

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح