إسرائيل تحرق الخيام إسرائيل تحرق العالم

١١٣ مشاهدة
لا تخلو الأدبيات السياسية والعلوم الإنسانية من مصطلحات على شاكلة العالم بوصفه خيمة أو العالم مخيم كبير فضلا عن الخيمة الفلسطينية التي تحولت إلى رمز لا يمكن تجاهله خصوصا في المنطقة العربية التي تكاثرت فيها المخيمات منذ مطلع الألفية الثانية وتضاعفت أعدادها منذ عام 2011 يمكن القول إن الخيمة ترمز إلى العنف الشديد المطبق على الأجساد تلك التي فقدت المنزل والأرض مساحة الأمان والحميمية العالم بوصفه خيمة يمثل علامة على الانتهاك الشديد على المستويين المادي والرمزي ذاك الذي يختبره الفلسطينيون منذ 76 عاما ضمن الفرضية السابقة يظهر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من الخيام في رفح الذي أودى بحياة أكثر من 40 فلسطينيا أشبه برسالة واضحة لا شك فيها لا بيت ولا خيمة يمكن أن يشفعا للغزي المجزرة التي ارتكبت في أقل من نصف ساعة وصفها محامي الجيش الإسرائيلي بـالحادث المريع إنه حادث تزامن مع قرار محكمة العدل الدولية بوقف العملية العسكرية في رفح فورا الاستهداف المباشر للمخيم يقرأ على عدة مستويات هو تأكيد الإبادة الجماعية بوصفها جهدا مستمرا عبر الزمن فالهدف هو الأجساد نفسها ونفيها من كل مساحات الحياة مهما كانت هشة كحالة المخيم فضلا عن أن هذا الاستهداف نفسه لا يمكن وصفه بأقل من بصقة في وجه القانون الدولي ومؤسساته ببساطة ما من قوة قادرة على إيقاف ماكينة القتل الاستهداف يعني أيضا أن لا مساحة آمنة كل الخرائط والمربعات والتقسيمات التي يبثها جيش الاحتلال الإسرائيلي محض هراء الغزي أينما كان هو مشروع قتيل مرعبة الصور التي انتشرت بعد الغارة الإسرائيلية لا نرى حطاما كل شيء رماد الحريق ينفي الآثار لتغدو كلها رمادا أجساد وذكريات وما تبقى من ممتلكات للنازحين أضحت غبارا خانقا احتراق المخيم أي مخيم هو قتل لآخر رمق للحياة وهذا بالضبط ما يجعل من الإبادة تستحق وصف أم الجرائم وجريمة الجرائم ليست إلا قتلا يمتد عبر المكان والزمن لا وضعية محددة للغزي يمكن أن يتخذها كي يكون محميا أو على الأقل بعيدا عن ماكينة الإبادة الهدف هو نفي الحياة واحتمالاتها الحياة التي نتحدث عنها هنا لا نعني بها Life vie بل نشير إلى المعنى اليوناني Zoe وهي كل أشكال الحياة لدى البشر والكائنات وأحيانا الجمادات كالمكان والأغراض العاطفية تلك التي حملها معهم الغزيون كآخر علامة على هوياتهم ومنازلهم التي قصفت تلك التي حين نتأمل بالصور نكتشف بين الرماد الأسود ألوانا كالأخضر أو الوردي الفاقع ربما هي علب طعام أو لعبة أطفال لكن الأكثر لفتا للنظر والسؤال الذي لا يمكن تفاديه بأي مياه أطفئت الحرائق بعيدا عن جهود الإطفاء في إحدى الصور نشاهد طفلا يرمي الماء على الحريق لون الماء أصفر مائل إلى البني أي ماء هو هذا لا نعلم بدقة إن كان ماء شرب ولا نعلم في ظل شح المياه وتلوثه هل خاطر سكان الخيام بمياه الشرب لإطفاء الحريق أم لا لكن لون المياه نفسه لا يمكن تجاهله ما مصدرها ما شدة التلوث الذي تعرضت إليه لتكسب هذا اللون وهنا بالضبط يظهر أثر الإبادة كل مصادر الحياة ملوثة ومهددة بل يترك الغزي ضحية الإبادة أمام سؤال هل أطفئ الحريق بمياه ملوثة أم أحفظها لاحقا للشرب إن كانت الإبادة الجماعية جريمة ضد الإنسانية فإحراق الخيام هو جريمة ضد العالم بأكمله بالمعنى السياسي هو علامة على أن لا أرض تصلح للاختباء أو حفظ ما تبقى من حياة خيام تحرق في غزة خيام تدمر في الجامعات خيام تغرق إثر المطر وكأننا في عالم وصل إلى حد حرمان أحدهم حتى من الخيمة ولا مساحة سوى القبر الجماعي للفرار يذكر أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 36050 شهيدا منذ بدء الحرب بحسب وزارة الصحة التي أشارت إلى أنه وصل للمستشفيات 66 شهيدا و383 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حتى صباح الاثنين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح