توعد إسرائيل باغتيال عبد الملك الحوثي هل هو دعم مقصود للمليشيا أم مجرد خطاب تهديدي
توعد إسرائيل باغتيال عبد الملك الحوثي.. هل هو دعم مقصود للمليشيا أم مجرد خطاب تهديدي؟
, 11 زيارة

توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة 19 سبتمبر 2025، باغتيال زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية، عبد الملك الحوثي، ورفع علم إسرائيل في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال كاتس في تدوينة على منصة شركة “إكس” الأمريكية: “يا عبد الملك الحوثي سيأتي دورك، سيتم إرسالك للقاء حكومتك وجميع أعضاء محور الشر المتخاذلين الذين ينتظرون في غياهب الجحيم” وفق تعبيراته.
وأثار تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، الكثير من الجدل، خصوصًا أن مثل هذه التصريحات تصب مباشرة في خدمة المليشيا، إذ تمنحها ورقة دعائية للتحشيد الداخلي بحجة “مقاومة إسرائيل”، فيما الحقائق على الأرض تكشف عن تخادم غير معلن بين الحوثيين وتل أبيب.
فالضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات في حكومة الحوثي غير المعترف بها، لم تُصِب الصف القيادي الأول للجماعة، بل طالت شخصيات بارزة من حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو الحزب الذي ظل الحوثي ينظر إلى وجوده في بنية السلطة على أنه تهديد لنفوذه.
والمفارقة أن هذه الاغتيالات جاءت متزامنة مع احتفالات المؤتمر بذكرى تأسيسه، ما فُسّر على أنه رسالة مزدوجة: إسرائيل تحقق أهدافها العسكرية، والحوثي يستغل ذلك للتخلص من شركائه المزعجين.
توقيت الضربات ومكانتها عززا من فرضية أن الحوثيين أنفسهم هم من سربوا معلومات عن تحركات هؤلاء المسؤولين، لتوجيه نيران إسرائيل نحو خصومهم الداخليين، فإسرائيل، كقوة احتلال، لا تتورع عن استهداف أي طرف، بينما الحوثي يخرج رابحًا من المشهد.
داخليًا، يتخلص من قيادات المؤتمر ويعزز قبضته على ما تبقى من مؤسسات الدولة.
سياسيًا، يقدم نفسه كـ”ضحية” و”مقاوم” لإسرائيل، مستدرًا التعاطف الشعبي اليمني والعربي.
إعلاميًا، يوظف خطاب التهديد الإسرائيلي لتوسيع دائرة الحشد والتجنيد تحت شعار “المواجهة مع العدو الخارجي”.
هذه الوقائع تجعل من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة أقرب إلى خدمة مباشرة للحوثيين، حيث يهدد بما يدرك استحالته ميدانيًا (رفع العلم الإسرائيلي فوق صنعاء)، بينما في الواقع يمد الحوثي بمادة دعائية قوية تساعده على استقطاب المقاتلين لمعاركه ضد
ارسال الخبر الى: