رعب في إسرائيل أنقرة على أعتاب دمشق فهل تشعل منظومة إس 400 شرق المتوسط

تتصاعد التوترات الدولية على خلفية تقارير عن نية تركيا نشر منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 داخل الأراضي السورية، بالتزامن مع إنشاء قاعدة جوية تركية هناك. هذه الخطوة، إن تمّت، قد تعيد رسم خارطة النفوذ العسكري في سوريا والمنطقة، وتفتح جبهة صدام جديدة بين أنقرة من جهة، وواشنطن وتل أبيب والناتو من جهة أخرى.
تحذيرات أمريكية وغضب إسرائيلي
في أبريل 2025، وجّه عضوان بارزان في الكونغرس الأمريكي، الجمهوري غوس بيليراكيس والديمقراطي براد شنايدر، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تحركات تركية مقلقة، مؤكدين أن نشر إس-400 في سوريا يمثل تهديدًا للتفوق الجوي الإسرائيلي ويقوض مصالح واشنطن في الإقليم.
التحذيرات جاءت بعد تسريبات حول مقترح تركي لنقل المنظومة إلى قاعدة جوية يتم إنشاؤها بالتنسيق مع الحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، الحليف المقرب من أنقرة.
عقب انهيار نظام الأسد، شهدت العلاقات بين أنقرة ودمشق تحولًا نوعيًا، بدأ بتعيين ملحق عسكري تركي في السفارة بدمشق، ثم توالت زيارات أمنية رفيعة شملت وزراء الدفاع والخارجية ورئيس الاستخبارات. وتشير التقارير إلى اتفاق أمني مرتقب يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية ومشاركة مباشرة في تدريب الجيش السوري الجديد.
وردًا على هذه التطورات، شنّت إسرائيل في مارس سلسلة غارات جوية استهدفت مطار حماة، مطار التيفور وثكنة في الكسوة جنوب دمشق. الرسالة كانت واضحة: أي تحرك تركي يعطل حرية الحركة الجوية الإسرائيلية سيُقابل برد ناري.
رغم عضوية تركيا في حلف الناتو، إلا أن أي نشر لمنظومة روسية في سوريا يُعد خرقًا واضحًا لتوافقات الحلف، مما قد يؤدي إلى تقليص دور أنقرة داخل الناتو. من جهتها، ترى أوروبا في هذه الخطوة تحديًا مباشراً لموقفها في سوريا، خاصة مع سعيها للانخراط في إعادة الإعمار بعيدًا عن النفوذ الروسي والتركي.
موسكو تراقب بتحفظ
الجانب الروسي لم يُظهر حماسة لنقل المنظومة إلى دولة ثالثة، وهو أمر مخالف للاتفاقات العسكرية المبرمة عادة. وإذا تم، فقد يشجع دولًا أخرى على شراء أسلحة روسية وتشغيلها خارج أراضيها، وهو ما قد يرضي واشنطن لكنه يضعف النفوذ الروسي.
ارسال الخبر الى: