تجسدت متعة بطولة أمم أوروبا لكرة القدم يورو 2024 في مباراة ربع النهائي بين منتخبي إسبانيا وألمانيا الحائزين ستة ألقاب من أصل 16 لقبا سابقا وكانت بمثابة نهائي مبكر بين أصحاب الأرض والجمهور بثلاثة ألقاب 1972 و1980 و1996 وإسبانيا بثلاثة ألقاب أيضا 1964 و2008 و2012 وتصدرت إسبانيا في مرحلة المجموعات بالعلامة الكاملة بعد الفوز 3 0 على كرواتيا ثم 1 0 أمام إيطاليا وبالنتيجة ذاتها أمام ألبانيا والفوز 4 1 على جورجيا في دور الـ 16 ثم الانتصار على ألمانيا 2 1 في ربع النهائي بعد وقت إضافي ويعد منتخب لاروخا نموذجا للنضج والطموح والقدرات الفنية والمهارية يقدم كرة قدم خالصة عنوانها الإبداع والإمتاع والإقناع وفلسفتها الفوز والثقة والإيمان بالقدرات بالإضافة إلى الأفكار والتكتيك والتنظيم والمهارات والجماعية في الأداء بالإضافة إلى الروح والحماسة ويشهد الماتادور طفرة جديدة بعد جيل سابق توج بلقبي أمم أوروبا 2008 و2012 وتوسطهما التتويج بكأس العالم 2010 مرت بعدها إسبانيا بسقطات وإخفاقات في ثلاث نسخ لكأس العالم خروج من دور المجموعات بكأس العالم في البرازيل 2014 ثم الخروج أيضا في مونديال 2018 من دور الـ 16 أمام روسيا البلد المضيف وأخيرا الخروج من دور الـ 16 أيضا أمام المغرب في مونديال قطر 2022 وتعددت أسباب الفشل الإسباني في تلك البطولات منها تعاقب الأجهزة الفنية وتعارض الأفكار وقلة جودة اللاعبين في تلك الفترة إلا أن الفشل بداية طريق النجاح وجاء اختيار المدرب الإسباني لويس ديل لافوينتي مدرب منتخبي الشباب والأولمبي الذي توج بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2020 بعد رحلة نجاح بدأها بالتتويج بدوري الأمم الأوروبية 2023 وصدارة مجموعته في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أوروبا إذ يتمتع بشخصية تجمع بين خصائص الإسباني بيب غوارديولا من حيث الأفكار والسيطرة والاستحواذ والإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي يتميز بالذكاء والهدوء والألماني يورغن كلوب المشهود له بالجرأة والأفكار الهجومية وحسن اختيار قائمة اللاعبين واستطاع لافوينتي توفير تشكيل أساسي ودكة بدلاء قوية بأفكار وتنظيم جمع بين أصحاب الخبرة والشباب ولم يقتصر الأمر على نجوم ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وبايرن ميونخ بل ضم عناصر من الأندية المحلية ومنها ريال سوسييداد وأتلتيك بلباو وريال بيتيس وفيا ريال إذ توهج الصغيران نيكو وليامز ولامين يامال 16 عاما أصغر لاعب في تاريخ أمم أوروبا وخبرات رودريغو بالوسط وذكاء موراتا في الهجوم وأدوار قيادية لكل من فابيان رويس وبيدري في الوسط ودكة بدلاء تصنع الفارق ضمت داني أولمو وميكل ميرينو صاحبي الهدفين في مباراة ألمانيا وتلتقي إسبانيا فرنسا يوم الثلاثاء 9 يوليو تموز الجاري في مدينة ميونخ في نهائي مبكر جديد ورغم غيابات بيدري للإصابة وكارفاخال للإيقاف وكذلك لانورمان فإن اللقب الرابع قادم للإسبان في نهائي 14 يوليو ببرلين وسنشاهد رقصة جديدة لـ الماتادور في عودة حفلات التتويج بالألقاب والبطولات