إرادة الشعوب لا تقهر والجنوب يكتب تاريخا جديدا من النصر الأكبر

كتب / رندا العامري
حين تتكالب الظروف، وتُغلق الأبواب وتُحاصر الأحلام لا يبقى للشعوب إلا سلاح واحد هي الإرادة و تلك القوة الخفية التي لا تُرى، لكنها تُحرك الجبال، وتُغير مصير الأمم.
وفي الجنوب العربي، حيث الشمس تشرق على جبال حضرموت وسواحل المهرة وتمر عبر سهول شبوة، وقلوب رجالها وُلدت إرادة لا تُقهر.
لم يكن الجنوب العربي يوما هامشيا في التاريخ، بل كان دولة ذات سيادة، وهوية وعلم يُرفع ونشيد يُنشد ولكن الرياح السياسية التي عصفت بالمنطقة في تسعينيات القرن الماضي، دفعت به إلى وحدة يمنية مشوومة لم تكن عادلة ولا متكافئة وحدة تحولت إلى قيد، وإلى احتلال مقنّع، سلب الأرض، وهمّش الإنسان، ونهب الثروات.
لكن الشعوب لا تموت، ولا تنسى والجنوب لم ينسَ ظل الحلم حيا في صدور أبنائه، يتوارثونه كما يتوارثون الأرض والكرامة ومع كل ظلم، كانت جذوة الثورة تتقد. ومع كل شهيد، كانت الأرض تنبت وعدا بالتحرر.
ثم جاءت اللحظة الفاصلة لحظة قرر فيها الجنوبيون أن زمن الصمت قد انتهى، وأن الكرامة لا تُشترى، ولا تُستجدى، بل تُنتزع فهبّت الجماهير الشعبية ، وتقدمت الصفوف، وارتفعت رايات الجنوب في كل مدينة وقرية وتحوّلت الإرادة إلى فعل، والفعل إلى مقاومة والمقاومة إلى جيش جنوبي منظم، يقوده رجل آمن بالحلم وآمن بالشعب أنه الرئيس عيدروس الزبيدي.
وتحت قيادته، استعادت القوات المسلحة الجنوبية زمام المبادرة وحررت الأرض شبراً شبراً، من العاصمة عدن إلى الضالع، ومن لحج إلى أبين .. واليوم تتجه الأنظار إلى وادي حضرموت، والمهرة، وشبوة، حيث تم دحر بقايا الاحتلال اليمني منها وتطهيرها من رجسهم .
ولكن نقول إن التاريخ لا يرحم المتخاذلين، ولا يُنصف من يقف في وجه الشعوب.
نقولها إنها لحظة الحقيقة وهي لحظة أن يقول الجنوب كلمته، ويكتب مصيره بيده و لا وصاية بعد اليوم، ولا تبعية فالدولة الجنوبية قادمة، لا كحلم، بل كواقع تصنعه السواعد، وتكتبه البنادق، وتحرسه العيون الساهرة.
في النهاية قد تُغيّر السياسة وجوهها، وقد تتبدل التحالفات، لكن ما لا يتغير هو يقين
ارسال الخبر الى: