إخلاء أهالي غزة بيوتهم تحت النار خروج الروح من الجسد

72 مشاهدة

لم يعد في غزة بيت آمن ولا خيمة مستقرة، فكل مكان مهدد بالرحيل، وكل زاوية مرشحة لأن تُمحى من الخريطة، ومع كل عملية إخلاء جديدة، تتكرر المأساة وكأنها ولادة ألم متواصلة، يخرج فيها الغزيون من بيوتهم كما لو أنهم يتركون أرواحهم خلفهم، حيث لا يعتبر الإخلاء في غزة مجرد حركة نزوح عابرة، بل أصبح طقساً من الألم يشبه انتزاع الروح من الجسد، فحين يضطر الناس إلى مغادرة بيوتهم سواء كانت قائمة على جدران نصف مهدمة أو خيام مهترئة في محيط الركام، فإنهم يرحلون مثقلين بالذاكرة، يحملون معهم مفاتيح بلا أبواب، وصوراً بلا جدران، وأحلاماً بلا سقف.

الوجع الحقيقي لا يكمن فقط في الخروج من البيوت، بل في إحساس الناس أنهم يخرجون من تاريخهم الشخصي

في الأحياء الشمالية والشرقية من مدينة غزة، تتكرر المشاهد القاسية، عائلات تُساق تحت التهديدات المتلاحقة بالاجتياح، نساء يودعن مطابخهن الصغيرة التي بالكاد وفرت لهم طعام يومهم، رجال يضعون على أكتافهم ما تبقى من أغطية، وأطفال يتشبثون بعرائس ممزقة كأنها آخر ما يربطهم ببيوتهم. الوجع الحقيقي لا يكمن فقط في الخروج من البيوت، بل في إحساس الناس أنهم يخرجون من تاريخهم الشخصي، من شجرة زرعوها، من باب ورثوه عن آبائهم، ومن حجر يعرف أسماءهم. حتى من يعيشون اليوم في خيام مهترئة فوق ركام منازلهم، يفضلون بقاءهم هناك على أن يُجبروا على الرحيل مرة أخرى، لكن التهديدات المتلاحقة للاحتلال الإسرائيلي باقتحام مدينة غزة وتفريغها من سكانها تحول الحياة اليومية إلى دائرة مغلقة من الخوف والانتظار، فكل لحظة قد تعني قرار الرحيل القسري الجديد. ولا يقتصر الإخلاء على الأثاث والجدران، بل يمتد إلى اقتلاع الإنسان من ذاكرته وكيانه، لتصبح غزة اليوم شاهدة على مشهد جماعي يتكرر، رحيل بلا وجهة، وحياة تترك أهلها وهم ما زالوا على قيدها.

في غزة النزوح وخروج الروح

ياسمين الشوربجي (45 عاماً) إحدى النساء النازحات تصف لحظة خروجها من بيتها قائلة: كأنني تركت قلبي خلفي، كنت أسمع صرير الباب الحديدي وهو يغلق للمرة الأخيرة،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح