إخفاقات ترامب من أوكرانيا إلى غزة
يريد البعض أن يقتنع أن كل ما تُقدم عليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعبر عن خطط مدروسة بعناية وعن تفاصيل مبرمجة على جدول زمني، ويجب التدقيق في كيفية إدارة الرئيس ترامب لملف الحرب الأوكرانية من أجل أن ينتبه هؤلاء إلى حقيقة أن غالبية طروحات وتصورات ترامب يغلب عليها الطابع الاستعراضي، بحيث يجري إطلاق الخطوة الأولى لمشروع متعدد الخطوات، والرمي بالثقل المعنوي لمكانته ومكانة أميركا على أمل أن يملأ الفراغات خلال المسار العملي للخطوة الأولى نحو بلورة الخطوة الثانية وما بعدها هكذا تباعاً، لأن الرئيس ترامب ينطلق في مشاريعه من الحاجة لتحقيق إنجازات في ولايته الرئاسية على الصعيد الخارجي بعدما اصطدم بعقبات كبرى عطلت فرص الإنجازات الداخلية، ولأن أميركا لم تعد تملك القدرة على فرض إرادتها وفق تصوّرات مسبقة تضعها وتلزم الآخرين على السير بها.
لا تزال خطة ترامب لإنهاء حرب غزة في أيامها الأولى ولا يزال الانبهار سيّد الموقف، وتدور التحليلات مرة حول الضغط على نتنياهو فيتفاجأ الذين يقولون ذلك بتصرف ترامب عندما يرونه يتماهى مع نتنياهو، ومرة يتحدث آخرون حول التزام ترامب بالسعي لخدمة خطة نتنياهو فيتفاجأ هؤلاء بأن ترامب ينتقد نتنياهو أو يتحرك بعكس اتجاه ما يريده نتنياهو، وذلك عائد إلى ارتباك ترمب نفسه وعدم وضوح الصورة لديه، وتركيزه على الطابع الاستعراضي والتجريبي ضمناً، لملء الفراغات في آليات تطبيق ما يفترض أنه خطة وهو لا يعدو كونه مجرد خطوط عريضة، كحال ما وقع عليه ترامب وقادة الدول الذين شاركوه ما عُرف باتفاق إنهاء الحرب، خلال قمة شرم الشيخ، حيث النص الذي وقّع عليه ترامب وقادة تركيا ومصر وقطر ليس إلا مبادئ فضفاضة يشبه التوقيع عليها التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة مرة ثانية، لأن لا شيء فيها له صلة بالسياسة ولا بكيفية حل المعضلات التي بدون حلها لا يمكن ضمان إنهاء الحرب، أي صناعة الاستقرار، ويكفي القول إن نصاً يفترض أنه يتصدى لصراع عمره ثمانية عقود عنوانه فلسطين لم يتطرّق لكيفية حل هذه القضية.
خلال شهور طويلة تكرّرت
ارسال الخبر الى: