إبستين والإعلام الأميركي سنوات الصمت

18 مشاهدة

يعود اسم الملياردير جيفري إبستين (1953 ــ 2019) اليوم إلى الصفحات الأولى ونشرات الأخبار، بعدما انفجرت فضيحة استغلاله الجنسي لمراهقات وفتيات قاصرات عام 2019. وبينما ينشغل الإعلام العالمي بتسريب أسماء ولوائح تربط إبستين بسياسيين واقتصاديين حول العالم، نادراً ما يُسلَّط الضوء على فشل الإعلام الأميركي، مهنياً وأخلاقياً، منذ مطلع الألفية الجديدة حتى اليوم، في كشف حقيقة الرجل وجرائمه، بالرغم من الإشارات والأدلّة التي ظلّت تُهمل لسنوات.
عام 2003، نشرت مجلة فانيتي فير الأميركية بورتريه عن إبستين بعنوان السيّد إبستين الموهوب، ركّز على حياته الباذخة، ويخته وطائرته الخاصة، وشبكة علاقاته مع بيل كلينتون، والأمير أندرو، ونجوم هوليوود. لكن ما غاب عن النص كان أهمّ مما ورد فيه: شهادات الأختين ماريا وآني فارمر حول اعتداءات جنسية مزعومة تعرّضتا لها على يد إبستين في مزرعة بأوهايو ومنزله في نيو مكسيكو. لاحقاً كشفت كاتبة البورتريه، فيكي وورد، أن فقرات الاعتداء حُذفت في اللحظة الأخيرة، بفعل ضغوط مارسها إبستين، إضافة إلى خوف قانوني وتحريري داخل المجلة.
عند النظر اليوم إلى حجم جرائم إبستين وعدد ضحاياه، يبدو حذف تلك الفقرات أبعد بكثير من كونه خلافاً مهنياً بين وورد ورئيس تحريرها السابق غرايدن كارتر؛ إنه نموذج مبكر لطريقة تعامل الإعلام مع متحرّش نافذ: بعض التلميحات عن الغرابة والحياة الليلية، من دون تسمية الجريمة باسمها. وفي 2011، بعد أن أمضى إبستين حكماً مخففاً في فلوريدا وعاد إلى حياته الاجتماعية، نشرت وورد تدوينة جديدة في فانيتي فير تنزلق إلى السخرية الخفيفة، تصف فيها سلوكه تجاه الفتيات بأنه نزوات جنسية، وتشيد بذكاء شريكته غيلين ماكسويل وحضورها الاجتماعي.
في المقابل، جاءت نقطة التحوّل من مكان متواضع نسبياً في هرم الإعلام الأميركي: صحيفة ميامي هيرالد. بين 2017 و2018، نشرت الصحافية، جوليا كاي براون، سلسلة تحقيقات بعنوان انحراف العدالة، أعادت فتح ملف إبستين، وتتبّعت أكثر من ستين ناجية، وشرحت بالتفصيل كيف حصل على اتفاق عدم الملاحقة السري عام 2008 من المدّعي الفيدرالي ألكسندر أكوستا، وهو الاتفاق الذي جنّبه التهم الفيدرالية، ومنح

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح