إبراهيم هزيمة بيوت فلسطين المؤنثة

25 مشاهدة
تفتقد مئات العيون النسائية والشبابيك بحضورها الأليف والرمزي ريشة أحد كبار الرواد في المشهد التشكيلي الفلسطيني برحيل الفنان إبراهيم هزيمة في العاصمة الألمانية برلين عن عمر تسعين عاما ووفق ما أعلنته رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في أوروبا اليوم فقد رحل هزيمة وهو الرئيس الفخري للرابطة مساء أمس في أحد مستشفيات برلين التي يعيش فيها منذ أكثر من ستة عقود وقال رئيس الرابطة أحمد فؤاد شما المقيم أيضا في برلين إن الراحل نقل إلى مستشفى الشارتيه في العاصمة الألمانية عند الساعة الخامسة مساء أمس وكان من المقرر أمس الأربعاء أن يجري عملية في القلب إلا أن حالته الصحية تدهورت بسبب التهاب حاد في الرئتين ليغادر الحياة بعد ساعتين وإبراهيم هزيمة المولود في عكا عام 1933 كان في الخامسة عشرة من عمره حين دفعته نكبة 1948 للجوء إلى سورية وقد استقر في اللاذقية وعمل بها مدرسا للفنون ومنذ مطلع الخمسينيات شق أول طريقه في المحافل التشكيلية بدمشق والقاهرة حيث حصل عام 1957 على جائزة صالون القاهرة وجائزة معرض الخريف بدمشق قبل أن ينال بعثة دراسية بجامعة الفنون التصويرية في مدينة لايبزيغ الألمانية عام 1960 بقيت مسيرة هزيمة ترحب بقراءة بصرية سهلة وعميقة الغور في آن واستطاع من خلال السطوح المختلفة تقديم لهجة لونية فلسطينية تعرف فور معاينتها بمفرداتها ودفقات الضوء والعتمة باللون الزيتي والغواش والمائي وتشبه المراحل المختلفة من عمر التجربة المراحل العمرية للإنسان مطبوعة على الجسد لكنها جميعها استطاعت تحديد وظيفتها الجمالية وبأداء خلاق للتعبير عن الفلسطيني الطبيعي في بيئة طبيعية ولا تبدو القيمة الفنية لمنجز هزيمة من لعبته اللونية وتقنياته الخبيرة إلا محل تقدير لمتلقيها سواء الراصد المختص أو العابر لأول مرة لكن الذي يبدو بوضوح هو أن مسيرته وهي تحرص غالبا على وضع النساء في كل تجربة كما في لوحات الأمهات 2002 تحت شجرة اللوز 2003 المولود 1996 صوت الألوان 2008 لم تحصر المرأة في رمزية الوطن الأم بل أصرت على أن ما لا يؤنث لا يعول عليه وأن السرديات الكبرى هي حاصل جمع ما خبأته قلوب النساء عاش إبراهيم هزيمة ثلثي عمره في ألمانيا وبالخصوص برلين التي انتقل إليها منذ السبعينيات وأسس عائلته هناك وبقي متفرغا لمجاله الفني والمجالات الفاعلة في مؤسسات ومنظمات عامة مثل الصليب الأحمر معالجا المرضى بالرسم منذ 1974 حتى 1993 ومسؤولية العلاقات الخارجية في الأمانة العامة لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ورئاسة اللجنة الوطنية التشكيلية الفلسطينية في اليونيسكو وعضوية الاتحاد الألماني للفنانين التشكيليين نال الراحل العديد من الجوائز والتكريمات كان من آخرها وسام الثقافة والعلوم والفنون من دولة فلسطين عام 2016 وجرى حفل التكريم في برلين وفي سيرته فوزه عام 2003 بالمركز الثالث عالميا لأفضل بطاقة بريدية في المعرض الدولي بالعاصمة النمساوية فيينا وجائزة بينالي الشراع الذهبي في الكويت عام 1987 وفي برلين عام 2007 حظي بدخول قائمة فناني العالم المشاركين في تظاهرة الدب الصديق التي انطلقت عام 2002 بغية تعزيز التعايش السلمي بين الأشخاص من أصول وثقافات وأديان مختلفة ورسم على مجسم دب بالحجم الطبيعي فلسطينه إذ يقول العمل أنا أرتدي زي شعبي أمة الزيتون أحدثكم عن الفلكلور الفلسطيني مطرزات النساء نسائنا الفخورات لعدة قرون تم تناقلها عبر الأجيال وحوفظ عليها حتى يومنا هذا

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح