إبراهيم المزين ما وراء نافذة الزنزانة

76 مشاهدة

يرسم الفنان الفلسطيني إبراهيم المزين أشخاصاً عالقين في حالة من السكون الدائم، وكأنهم ينتظرون حدوث شيء ما، أو يترقبون عودة شخص غائب. في معرضه الذي افتتح السبت الماضي غاليري ون برام الله تحت عنوان نسيتُ أنني تذكرت، ويتواصل حتى نهاية الشهر المقبل، ينشغل بحالات مشابهة ثيمتها الأساسية السجن.

14 عملاً فنياً منفذة بتقنية الأكريليك على القماش، بأحجام مختلفة، غلبت عليها الأحجام المتوسطة، تسلّط الضوء على الفارق الكبير بين أن تنظر إلى لوحة لا يكاد يتضح منها سوى وجوه لأشخاص خلف القضبان، أو أن تذهب لزيارة السجن وتنظر إلى السجين وهو خلف القضبان. الفرق الجوهري يكمن في تجربة المشاهد؛ فبين تجميد الوقت في العمل الفني وتسريعه في الواقع، تخلق تجربة فريدة للتذكير وخوفاً من النسيان، يعبّر عنها المزين ابن مدينة رفح، بقوله لا شهيد في الفن يساوي الشهيد في الحياة، ولا أسير في الفن يوازي أسيراً في الحياة.

يغلب على أعمال الفنان التشخيص، وتحضر في أعماله الأخيرة عناصر تتكرر في كامل لوحاته مثل نوافذ الزنازين، بحيث تضع المشاهد في حدود المكان المحصور بين العزلة والسجن، وتكثف البساطة والرمزية العالية في أعماله، وتنقلها نحو المشاهدة الدرامية التي تدخل في التفاصيل والتأمل، مستدعية الذاكرة المركبة بين الآني والماضي، ولملمة الذات المشتتة بين الحلم ومراقبة لما يجري من أحداث. تعكس شخصياته موضوع النسيان، محاولاً إزاحتها إلى الحاضر المفصول عما قبله وبعده. رغم بعض الألوان الممتدة على لوحاته، غلبت عليها اللمسة الرمادية، التي تعكس الموقف الضبابي غير المحدد، أو فهم المشاعر المتناقضة.

تضع المشاهد في حدود المكان المحصور بين العزلة والسجن

يشير عنوان المعرض نسيتُ أنني تذكرت إلى المعاني الكثيفة التي تختزنها الذاكرة الفلسطينية، المثقلة بأحداث مفصلية عاشها الفلسطينيون تحت الاحتلال، كان آخرها الإبادة في قطاع غزّة. أمام هذا الكم من الرعب، أصبحت الذاكرة عاجزة عن عدّ الأحداث أو ترتيبها زمنياً، وكأن الزمن نفسه فقد قدرته على الفصل بين واقعة وأخرى.

/>
من المعرض (العربي الجديد)

في عمله مش كوزو كومزتو تظهر قطعتان بأسلوبين مختلفين،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح