أيام الجم الرومانية رحلة إلى ماضي المدينة التونسية
١١٠ مشاهدات
في ربيع كل عام ترجع مدينة الجم التونسية إلى زمن بعيد ويتداخل فيها الحاضر مع الماضي من خلال مهرجان أيام الجم الرومانية الذي يخلق مشهدية فريدة من نوعها تختلط فيها السيارات والهواتف الذكية والملابس العصرية بالعربات والدروع والأثواب الرومانية في فضاء المسرح الروماني الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثالث الميلادي تقام الألعاب الأولمبية القديمة والعروض العسكرية الرومانية بنفس الطريقة التي كانت عليها قبل قرون تأخذ هيئات المشاركين وملابسهم والحركات التي يؤديها المصارعون المتفرج إلى ثيسدروس وهو الاسم الروماني للمدينة القديم التي كانت تعد من أهم مستوطنات الإمبراطورية في شمال أفريقيا كانت استعادة ماضي المدينة الواقعة شرق العاصمة تونس في محافظة المهدية الساحلية إحدى الأهداف الرئيسية لجمعية نحن نحب الجم التي تأسست عام 2012 للترويج للبلدة بوصفها وجهة للسياحة الثقافية خاصة مع وجود المسرح الروماني الذي حافظ على معالمه لأكثر من 1700 عام وأدرجته يونسكو على لائحة مواقع التراث العالمي في 1979 وقال رئيس جمعية نحن نحب الجم زيد زويد في حديث إلى العربي الجديد إن الهدف من تنظيم مهرجان أيام الجم الرومانية هو تنشيط المسرح الروماني والتعريف بالتراث المادي واللامادي الروماني للمدينة عبر تنظيم ورشات عمل ومعارض للحرف والفنون الرومانية إضافة إلى عروض أبرزها مباريات المصارعة على الطراز القديم التي يقدمها المجالدون الرومان جذبت فرادة المهرجان وعروضه مواطنين من مختلف المدن التونسية لمتابعته ورؤية مشاهد لم يألفوها من قبل جنود رومان يقدمون عرضا عسكريا وحرفيون منهمكون في صناعة الأواني الخزفية ورياضيون يتنافسون في الألعاب الأولمبية بحسب زويد حضر أكثر من أربعة آلاف متفرج لمشاهدة العروض في حين بلغ عدد زوار الورشات والمعارض قرابة ستة آلاف شخص وعلى الرغم من تنوع العروض والفعاليات وارتفاع أعداد المشاركين وتوسع الجمهور فإن المهرجان ما زال حتى اليوم يعمل ضمن ظروف مادية متواضعة بحسب زويد الذي قال رغم أهمية العروض وتميزها إلا أن ميزانية المهرجان محدودة ولا تتجاوز 120 ألف دينار تونسي قرابة 40 ألف دولار أميركي ولفت زيد زويد رئيس نحن نحب الجم إلى أن أيام الجم الرومانية تعتمد على العمل التطوعي أضاف أغلب المشاركين في العروض والتظاهرات هم متطوعون من أبناء مدينة الجم الذين يريدون المحافظة على تراثها وتاريخها ما يساعدنا على خفض التكاليف إضافة إلى ذلك فإننا نتعاون مع جمعيات صديقة من مدن أخرى في تونس وكذلك من مدن أوروبية على الضفة الشمالية للبحر المتوسط مثل إيطاليا وفرنسا التي جاء منها مشاركون متطوعون أيضا وأشار زيد زويد إلى أن أبناء المدينة من الطلبة الذين يدرسون في مجالات التصميم والديكور يتطوعون لإنجاز معظم الملابس والديكورات التي تستعمل في الفعاليات لافتا إلى أن ذلك ساعدهم على مراكمة الخبرة الكافية لإعداد وتحضير وتجهيز مهرجانات من هذا النوع وفتح أمام الجمعية باب المساهمة في تظاهرات فنية أخرى مثل مهرجان اكتشافات تونس والمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية في الجم في الوقت الحالي تتطلع الجمعية إلى الدورة المقبلة من مهرجان أيام الجم الرومانية والمقرر إقامتها في عام 2025 كما تعمل على إعادة إحياء مهرجان الفيلم التاريخي في المدينة لكن هذه التطلعات تظل مرهونة بتوفر الدعم المادي قال زيد زويد نعاني من بعض الصعوبات التمويلية وننتظر الدعم المالي من الهياكل الثقافية الرسمية حتى نحافظ على مستوى المهرجان وكذلك لإثرائه بمزيد من العروض الجديدة