أوهام الحرية بعد الخروج من المعتقل

49 مشاهدة

يوقظني أحمد حرارة على مكالمة، ليذكّرني أنّ الصورة الأخيرة التي جمعتنا (هو وعلاء وأنا) كانت قبل 12 سنة، في بيت ماما ليلى - مرزوق، أم الشهيد خالد سعيد، ومنذئذٍ لم نجتمع، سوى في المعتقلات والزيارات. هذا حالٌ يشبه ما جرى لأسرة سيف/سويف في الأعوام الأربعة عشر الماضية، لا اجتماع كاملاً للعائلة في نفس المكان واللحظة، عمو سيف وطنط ليلى يزوران علاء في هذا السجن، وسناء في سجن القناطر، منى بين هنا وهناك، عمو سيف في المستشفى، سناء وعلاء يُصطحبون مُقيّدين لزيارة أبيهم في ساعاته الأخيرة، أو على قبره بعد وفاته؛ قهرًا ومرضًا، خالد يولد وعلاء مُعتقل، لانا تولد في لندن وخالها مُعتقل بعد أكثر من عشر سنين، ليلى تُضرب وعلاء يُضرب للمرّة المليون، هي في لندن وهو في وادي النطرون، أو هو في شديد 2 وهي في القاهرة، سناء تروح وتجيء وخالد في برايتون لأنّه دخل المدرسة المناسبة أخيرًا، مُنى أيضًا استقرّت هناك وبدأت عملاً تحبّه، علاء في السجن وليلى وسناء بين البلدين، سجونًا ومظاهرات وضغطًا وتضامنًا وبلادة حكومات لا تنتهي، لا يختلف فيها الأفريقي عن الأوروبي، فعرقُ السلطة غير أعراق الناس.
يحتفظ ذهني ببعض الصور، سنين طوال، بعد أن تناثرت واقعًا، ويكاد يكون دوري منذها إعادة لملمة ما تناثر من هذه الصور، وتلوينها لا خيالاً بل حقيقة، لا ممارسةً ذهنيّة مقاومة، بل واقع أعيشه، وصورتنا (علاء وحرارة وأنا) واحدة من هذه الصور التي لزم اثنتي عشرة سنة ليُعاد التقاطها، ولم أكتب فوقها عند نشرها سوى 25 يناير، هذه صورة تعني لي الكثير جدًا، وقد تعني لغيري من الذين بكوا حين رأوها مثل ذلك، لم تكن رسالةً لهم على أيّة حال، ولا للسلطة حتى (رغم استحقاقها هذا النوع من الرسائل) لكنّه كان فعلاً منّي لذاتي، أو للزمن: كان الرهان أن نجتمع على ما افترقنا عليه قبل سنين الشتات والمُعتقلات والهزيمة، وقد كان.

كان الرهان أن نجتمع على ما افترقنا عليه قبل سنين الشتات والمُعتقلات والهزيمة، وقد كان

لكنّ صورةً أخرى

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح