أولمبياد باريس للإبادة الجماعية

٣٩ مشاهدة
لا أعلم بم سيستقبل الجمهور في مدرجات أولمبياد باريس وميادينها أعضاء المنتخب الإسرائيلي الذي يصل اليوم الجمعة إلى باريس للمشاركة في الألعاب الأوليمبية المنعقدة بين 27 يوليو تموز و11 أغسطس آب المقبل فعلى الرغم من كل الاحتجاجات التي وجهت إلى فرنسا الرسمية والرياضية لعدم السماح له بالمشاركة بسبب أفعال إسرائيل الإجرامية في قطاع غزة والضفة والذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب ركبت فرنسا رأسها الصهيوني وأصرت على حضور فريق الإبادة الجماعية فعلى وقع أخبار قتل إسرائيل لأكثر من 342 رياضيا فلسطينيا وفق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وآخرهم حارس مرمى فريق خانيونس شادي أبو عراج بمجزرة المواصي الأخيرة تبدو الوقاحة التي برر بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قراره السماح للمنتخب الإسرائيلي بالمشاركة لا يضاهيها إلا تذاكيه في تجاهل نتائج انتخابات فرنسا التشريعية التي جرت منذ بضعة أسابيع والتي تلقى بنتيجتها صفعة مدوية على خده الأيمن من اليمين المتطرف ثم أخرى على خده الأيسر من دون أن يديره بكف تحالف الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم أحزابا يسارية وبيئية وأخرى صغيرة فأن يقول في مقابلة نشرت مؤخرا إن سبب سماحه لإسرائيل دون الاتحاد الروسي بالمشاركة كون الأولى أي إسرائيل معتدى عليها في حين أن الثانية معتدية على أوكرانيا مدهش حقا طبعا كان هذا متوقعا في ضوء سلوك فرنسا المتصهين مؤخرا عكس جزء كبير من الشعب الفرنسي ونخبته الثقافية والفكرية فالوقاحة هي سمة الفكر الصهيوني لكن ولمعلومات من لا يعلم فإن منتخب إسرائيل إلى أولمبياد باريس وهو يضم رياضيين في مختلف الرياضات يراهن على فوزهم بميداليات ذهبية خدم غالبية أفراده في حروب إبادة الفلسطينيين وآخر فصولها الحرب المسماة السيوف الحديدية التي شنت على القطاع منذ الثامن من أكتوبر تشرين أول الماضي ومع أني لا أعلم لم سمت إسرائيل عمليتها بالسيوف الحديدية مع أن السيوف هي رمز للفروسية في الحروب في حين أنها أي إسرائيل تكتفي بإمطار المدنيين والنازحين في خيمهم بقنابل من وزن طن مرارا وتكرارا مضحية حتى بأرواح رهائنها كما ثبت مرات عدة إلا أنه لا شك أن معظم أفراد المنتخب الإسرائيلي ونظرا إلى أعمارهم قد سبق لهم أن خدموا في الجيش تماما كالجندي ابن مدرب منتخب الجودو الذي قتل قبل أسبوعين أو أقل في القطاع والذي طبعت صوره على قمصان فريقهم في صورة شاهدناها منذ يومين على مواقع عبرية أثناء مباراة لفريق كرة القدم في حيفا أي إنهم شاركوا بنشاط في أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبت ولا تزال ترتكب حتى الساعة بحق الفلسطينيين إن كان في غزة أو في الضفة يبدو أن الرياضة لن تكون نجم أولمبياد باريس بقدر السياسة بوجهها القبيح الذي يحتقر البشر وآلامهم ويتحايل على العدالة الدولية ويهزأ بحقوق الإنسان وبما أن هذه المعلومة ليست سرا من المفهوم أن يتخذ ماكرون إجراءات أمنية استثنائية تهدد بتحويل الحدث الرياضي إلى حوادث أمنية خصوصا أن شبح عملية ميونيخ التي جرت أوائل السبعينيات يبدو أنه يقض مضجع الإسرائيليين والفرنسيين على حد سواء هكذا أوردت صحيفة لوباريزيان الفرنسية والواسعة الانتشار في خبر منذ أيام أن إجراءات غير مسبوقة بالتعاون ما بين المخابرات الفرنسية والإسرائيلية قد اتخذت في الأولمبياد ومقر الرياضيين الإسرائيليين ومبارياتهم ولو أن مسؤولا أمنيا كبيرا أكد للصحيفة أنه لن يكون هناك أمنيون إسرائيليون حاضرون على أرض الحدث كان من الممكن لماكرون تلافي كل هذا المصروف المادي والمعنوي باختيار الدرب الذي سلكته بلجيكا عبر رفضها إقامة مباريات يشارك فيها إسرائيليون على أراضيها استجابة للنقمة الشعبية والمخاوف الأمنية على حد سواء لكن للأسف هذا لم يحصل حسنا فلنتصور السيناريوهات المحتمل حدوثها في المباريات التي سيشارك فيها هذا المنتخب فالمرجو أن لا يرتكب أفراد هذا الفريق خطأ ارتداء تلك القمصان التي طبعت عليها صورة الجندي القتيل في غزة وإن فعلوا فسيكون إضافة إلى حضورهم نفسه استفزازا سافرا لجزء كبير من الجمهور وعليه ربما ستكون هناك ردود أفعال مضادة قد تصل إلى ما لا تحمد عقباه لكن لا شك ستكون هناك احتجاجات بأشكال كثيرة لن تستطيع القبضة الأمنية المشددة والتي تطارد أي مناصر لفلسطين ولو كان بكوفية أو علم أن تمنع حدوثه احتجاجات إما على طريقة أيرلندا التي أدار فريقها ظهورهم خلال عزف النشيد الإسرائيلي في مباريات سابقة أو رفض خوض مباريات يشارك فيها ممثلو الكيان العبري أو كما فعل ذلك المحتج الأسكتلندي الذي قيد نفسه بعمود المرمى لإلغاء مباراة بين منتخب بلاده ومنتخب إسرائيل لكن الأهم على ما يبدو أن الغموض كما تقول الصحيفة الفرنسية يحيط باحتمال قدوم ممثل عن الحكومة الإسرائيلية إلى حفل الافتتاح فباريس تتخوف من استجابة المحكمة الجنائية الدولية لطلب مدعيها العام كريم خان بإصدار مذكرة توقيف دولية بحق بنيامين نتنياهو عندها ستكون فرنسا ومن الناحية النظرية ملزمة باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يفعلها نتنياهو الوقح فيعرج في طريق عودته من واشنطن على باريس لظهور مفاجئ في تحد لرأي عام كبير يستهول ما يحصل للفلسطينيين وما يفعله بأهالي الأسرى الإسرائيليين لكن وبغض النظر عن حضوره أو إرساله ممثلا عنه يبدو أن الرياضة لن تكون نجم أولمبياد باريس بقدر السياسة بوجهها القبيح الذي يحتقر البشر وآلامهم ويتحايل على العدالة الدولية ويهزأ بحقوق الإنسان أما الروح الرياضية المطلوب حضورها في مناسبات كهذه فيبدو أنها أزهقت مع قتل إسرائيل المستمر للرياضيين الفلسطينيين والغزاويين خصوصا وتحويلها كل النوادي الرياضية والكشفية في القطاع إلى ركام من أنقاض ركام يشبه سمعة فرنسا الماكرونية اليوم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح