حرب أوكرانيا في أخطر مراحلها تصعيد يسابق تسلم ترامب السلطة
٣٨ مشاهدة
وصلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع إلى أخطر مراحلها حتى الآن وسط تصعيد ميداني وعسكري واستراتيجي وسياسي غير مسبوق حيث تتوالى الأنباء من واشنطن عن رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل مغادرتها السلطة قلب المعادلة الميدانية وتمكين كييف من تحقيق خرق كبير على الأرض تمهيدا لأي مفاوضات سياسية مقبلة مع موسكو وعلى الرغم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس الثلاثاء تعديل العقيدة النووية لبلاده وخفض العتبة التي يسمح بها باستخدام الأسلحة النووية إلا أن الكرملين لن يذهب وفق تقديرات إلى الزج بالسلاح النووي في حرب أوكرانيا قبل وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وأعلنت موسكو أمس أن خط الاتصال الساخن مع واشنطن مقطوع فيما انتقلت المعركة الميدانية إلى تسخين الوضع في العاصمة الأوكرانية كييف بشكل لافت وهو ما قد يكون عنوانا للمرحلة القريبة المقبلة في إطار الحرب التي عادت لتحتل صدارة الأحداث في العالم أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكان يلخص حجم تعويل بلاده على الدعم الأميركي بالقول صراحة إن بلاده ستهزم أمام الجيش الروسي إذا ما قطعت عنها الولايات المتحدة المساعدات العسكرية حرب أوكرانيا تنتظر ترامب ونقلت وكالة رويترز أمس عن خمسة مصادر مطلعة على تفكير الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على مناقشة اتفاق لإنهاء حرب أوكرانيا مع ترامب لكنه يستبعد تقديم أي تنازلات كبيرة تتعلق بالأراضي ويتمسك بتخلي كييف عن طموحاتها الخاصة بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ناتو وتأتي عودة ترامب الذي تعهد بإنهاء حرب أوكرانيا سريعا إلى البيت الأبيض في وقت باتت فيه موسكو تسيطر على أراض في أوكرانيا بمساحة ولاية فرجينيا الأميركية حوالي 111 ألف كيلومتر مربع وتتقدم بوتيرة هي الأسرع منذ الأيام الأولى للغزو في فبراير شباط عام 2022 وقال المسؤولون الروس الخمسة الحاليون والسابقون للوكالة إن الكرملين قد يوافق بشكل عام على تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية علما أن الكرملين استبعد ذلك أمس وقالت ثلاثة من المصادر إنه قد يكون هناك مجال للتفاوض في حرب أوكرانيا بشأن التقسيم الدقيق لمناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون في شرق أوكرانيا وبينما تقول موسكو إن هذه المناطق الأربع هي جزء لا يتجزأ من أراضيها وتحميها بمظلتها النووية فإن قواتها تسيطر فعليا على ما يتراوح بين 70 إلى 80 من مساحتها مع بقاء حوالي 26 ألف كيلومتر مربع تحت سيطرة القوات الأوكرانية وفقا لبيانات مفتوحة المصدر اطلعت عليها الوكالة وفي المجمل تسيطر روسيا على 18 من أوكرانيا بما في ذلك كامل شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 و80 من دونباس أي منطقتي دونيتسك ولوغانسك وأكثر من 70 من منطقتي زابوريجيا وخيرسون كما تسيطر على ما يقل قليلا عن 3 من منطقة خاركيف وجزء من ميكولايف فيما تسيطر أوكرانيا على حوالي 650 كيلومترا مربعا من منطقة كورسك الروسية وقال مسؤولان إن روسيا قد تكون منفتحة أيضا على الانسحاب من مساحات صغيرة نسبيا من الأراضي التي تسيطر عليها في منطقتي خاركيف وميكولايف في شمال أوكرانيا وجنوبها وكان بوتين قد شدد خلال شهر نوفمبر تشرين الثاني الحالي على أن أي اتفاق لوقف النار يجب أن يعكس الحقائق على الأرض لكنه أبدى تحفظه على هدنة قصيرة الأجل سيرغي ناريشكين تعديل العتبة النووية يعني استحالة الهزيمة وقال مصدران إن قرار بايدن السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أميركية بعيدة المدى من طراز أتاكمز على العمق الروسي قد يعقد ويؤخر أي تسوية ويجعل المطالب الروسية أكثر تشددا وأضافا أنه إذا لم يتم الاتفاق على وقف النار فإن روسيا ستواصل القتال وبحسب المسؤولين الخمسة فإن روسيا منفتحة فقط على مناقشة ضمانات أمنية لكييف لافتين إلى أن من بين التنازلات الأخرى التي يمكن أن يضغط الكرملين لانتزاعها من كييف هي أن توافق أوكرانيا على تقليص حجم قواتها المسلحة والالتزام بعدم فرض قيود على استخدام اللغة الروسية وأكدت موسكو أمس أن كييف استخدمت أول من أمس هذه الصواريخ للمرة الأولى لقصف أراض روسية ونددت بالخطوة ووصفتها بأنها تصعيد كبير وعلى المقلب الأميركي اعتبر مدير الاتصالات في مكتب ترامب ستيفن تشيونغ في تصريح لرويترز أن الرئيس الأميركي المقبل هو الشخص الوحيد القادر على جمع الجانبين من أجل التفاوض على السلام والعمل على إنهاء الحرب ووقف القتال في غضون ذلك تتواصل التسريبات الأميركية حول قرارات تتخذها إدارة بايدن قبل مغادرتها والتي قد ترى أنها مفصلية لتغيير دفة المعركة وتمكين كييف من الصمود علما أنها أوكرانيا أكدت أمس أن الأسلحة الأميركية هي الوحيدة الكفيلة بعدم أخذها إلى الهزيمة ألغام مضادة للأفراد وبعدما كشف الأحد الماضي عن موافقة إدارة بايدن على السماح للجيش الأوكراني باستخدام نظام صواريخ أتاكمز بعيدة المدى لضرب العمق الروسي يبدو أن هذه الإدارة وافقت أيضا على إرسال ألغام مضادة للأفراد إلى أوكرانيا للمرة الأولى ونقلت شبكة سي أن أن الأميركية الخبر وقالت إنه يأتي بعد أشهر من الضغوط الأوكرانية ويمثل الإعلان عن الألغام المضادة للأفراد في أوكرانيا خصوصا مع بقاء أسابيع فقط على انتهاء إدارة بايدن تغييرا مفاجئا في السياسة التي كانت قائمة منذ فترة طويلة وأكد مسؤول أميركي كبير لوكالة فرانس برس أول من أمس تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بألغام مضادة للأفراد غير دائمة أي مجهزة بنظام ذاتي التدمير أو التعطيل موضحا أن واشنطن حصلت من كييف على ضمانات بأن هذه الألغام لن تستخدم إلا في أراضيها وحصرا في مناطق غير مأهولة وهذه الألغام غير دائمة لأنها تصبح خاملة بعد فترة زمنية محددة عندما تنفد طاقة بطاريتها وتتوقع واشنطن أن تستخدم كييف هذه الألغام المضادة للأفراد في حرب أوكرانيا لتعزيز الخطوط الدفاعية داخل الأراضي الأوكرانية ذات السيادة وليس بما هي قدرة هجومية في روسيا كما طلبت الولايات المتحدة ضمانات بأن أوكرانيا ستحاول الحد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون بسبب الألغام علما أنه منذ الأيام الأولى للحرب زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بألغام مضادة للدبابات لإضعاف التفوق العددي لروسيا في المركبات المدرعة لكن حتى الآن لم تزودها بألغام مضادة للأفراد بسبب مخاوف بشأن الخطر الدائم الذي قد تشكله وكانت إدارة بايدن تعهدت في يونيو تموز 2022 بالحد من استخدام الألغام المضادة للأفراد وقال البيت الأبيض إن هناك حاجة للحد من استخدام الألغام المضادة للأفراد في جميع أنحاء العالم ما يطرح تساؤلات حول الكمية منها التي ستقدمها لأوكرانيا وما إذا كان هناك تسريع لإنتاج المزيد وفي الوقت الذي تستعر فيه حرب أوكرانيا مع دخول أنماط جديدة من التسليح والأنظمة القتالية إلى ساحة القتال أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس أن بوتين أصدر تعليمات بتأمين جميع المنشآت الحيوية بما فيها جسر القرم وجاء تعليق بيسكوف ردا على تقارير عن احتمال عبور الجيش الأوكراني مضيق كيرتش وتنفيذ هجمات بصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا وفي معرض تعليقه على ما نشرته رويترز أكد المتحدث باسم الكرملين أن بوتين قال مرارا إنه مستعد لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا ورأى أن خيارات تجميد الصراع غير مقبولة بالنسبة لروسيا ولا يناسبنا مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة أمر هام لموسكو طلبت واشنطن من كييف ضمانات لاستخدام الألغام المضادة للأفراد وفي إشارة إلى مدى تراجع العلاقات مع واشنطن أشار الكرملين أمس إلى أن الخط الساخن بين البلدين لنزع فتيل الأزمات ليس مستخدما حاليا وما يسمى الخط الساخن بين الكرملين والبيت الأبيض تأسس في عام 1963 لتقليل احتمالات وقوع سوء التفاهم الذي أجج أزمة الصواريخ الكوبية في 1962 إذ يسمح بتواصل مباشر بين زعيمي البلدين ورأى أن الغرب يسعى إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا وبالطبع يستخدمون حرب أوكرانيا أداة في أيديهم لتحقيق مبتغاهم إلى ذلك حذرت موسكو أمس من أنها سترد بعد استخدام الجيش الأوكراني للمرة الأولى الثلاثاء الصواريخ الأميركية بعيدة المدى ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مدير الاستخبارات سيرغي ناريشكين قوله أمس إن محاولات دول حلف شمال الأطلسي لتسهيل الضربات الصاروخية الأوكرانية داخل روسيا لن تمر دون رد لافتا إلى أن تعديل بوتين للعقيدة النووية يعني أنه أصبح من المستحيل هزيمة روسيا وكان مسؤول أوكراني كبير أكد أن ضربة أوكرانية استهدفت منطقة بريانسك الروسية الثلاثاء استخدمت فيها الـأتاكمز ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس أن ذلك يثبت أن الدول الغربية تريد التصعيد ونحن نعتبر ذلك دخولا في مرحلة جديدة نوعية من الحرب وسنرد وفق ذلك وأكد أن الصواريخ بعيدة المدى لم تطلق على بريانسك الحدودية من دون دعم تقني أميركي زيلينسكي أوكرانيا ستهزم إذا ما قطعت عنها الولايات المتحدة المساعدات العسكرية من جهته اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستهزم أمام الجيش الروسي إذا ما قطعت عنها الولايات المتحدة المساعدات العسكرية وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز التلفزيونية الأميركية بالطبع سنستمر في القتال لدينا إنتاجنا لكنه ليس كافيا للانتصار وأعتقد أنه ليس كافيا للبقاء على قيد الحياة معتبرا أن أكثر ما يهم هو الوحدة بين أوكرانيا والولايات المتحدة ورأى أن ترامب يمكن أن يؤثر على بوتين لإنهاء الحرب لأنه أقوى بكثير من بوتين معتبرا أن الرئيس الروسي قد يكون راغبا وينهي هذه الحرب لكن الأمر يعتمد أيضا وبدرجة أكبر على الولايات المتحدة بوتين أضعف من الولايات المتحدة ميدانيا أمس أعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف إن وحدات الدفاع الجوي عملت أمس على صد هجوم جوي روسي على المدينة صباحا كما أعلن الجيش الأوكراني أن موقعا للقيادة الروسية في بلدة غوبكين في منطقة بيلغورود الروسية على بعد نحو 168 كيلومترا من الحدود تم ضربه بنجاح من دون أن يحدد توقيت تنفيذ الهجوم ولا نوع السلاح المستخدم فيه وما إذا كان بصواريخ بعيدة المدى من جهتها أعلنت روسيا أمس السيطرة على بلدة جديدة قرب مدينة كوراخوفيه في شرق أوكرانيا وقال الجيش الروسي في بيان إنه على أثر هجوم حررت القوات بلدة إيلينكا في منطقة دونيتسك من جهتها أعلنت السفارة الأميركية في كييف أمس إغلاق أبوابها ليوم واحد بسبب مخاوف من هجمات جوية محتملة على أوكرانيا متحدثة عن معلومات تفيد باحتمال شن هجمات جوية واسعة النطاق على جميع أنحاء أوكرانيا كما أوصت موظفيها بالتزام أماكنهم حفاظا على سلامتهم كما أغلقت السفارتان اليونانية والإيطالية أبوابها في العاصمة الأوكرانية أمس وعلى صعيد المواقف الدولية المنددة بقرار بوتين تعديل العقيدة النووية ذكر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أول من أمس أن الخطاب غير المسؤول الذي تستخدمه روسيا لن يردع دعم بلاده لأوكرانيا وأشار ستارمر خلال قمة مجموعة العشرين في البرازيل أيضا إلى غياب بوتين عن القمة ووصفه بأنه المسبب لمنفاه الخاص عن الاجتماع أما حول ما إذا كان البريطانيون يتعين أن يستعدوا لحرب نووية فقال إنه خطاب غير مسؤول يأتي من روسيا ولن يردع دعمنا لأوكرانيا وأضاف إننا الآن في اليوم الألف من الصراع أي 1000 يوم من العدوان الروسي و1000 يوم من التضحيات في أوكرانيا فرانس برس رويترز أسوشييتد برس الأناضول