قلق أوروبي من مهمة أوربان للسلام وعودة ترامب إلى الحكم

٣٨ مشاهدة
يهب هواء بارد وتوترات إضافية على مسار علاقة الاتحاد الأوروبي برئيس وزراء المجر القومي المحافظ فيكتور أوربان يتهم الأوروبيون أوربان باستغلال رئاسة بلده الدورية للاتحاد الأوروبي تستمر حتى نهاية العام لإجراء ما يشبه مهمة للسلام والإيحاء بأنه يقوم بذلك نيابة عن أوروبا رحلات أوربان إلى موسكو والاجتماع برئيسها فلاديمير بوتين ثم إلى بكين وفلوريدا لالتقاء المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب لم ترق المفوضية الأوروبية ومع أن مشكلة أوروبا مع أوربان ليست جديدة بانتهاجه سياسات شبه مستقلة وأحيانا متعارضة مع الاتحاد الأوروبي على مستوى السياسات الداخلية في بودابست إلا أن التوتر الحالي أعمق وينظر إلى سياسات أوربان عموما في عاصمة المعسكر الأوروبي بروكسل على أنها تنسف قيم ومبادئ تأسيس تجمعهم وخصوصا في ما يتعلق بفصل السلطات والهيمنة على القضاء والإعلام ويمكن قراءة عمق التوتر في اتهام أوربان بالتحدث نيابة عن أوروبا في قضايا استراتيجية وحيوية للمصالح الأوروبية بتصويره لنفسه وكأنه يقوم بـمهمة سلام لأجل إنهاء الحرب الأوكرانية وفقا لشروط موسكو كما يتهمه الأوروبيون الرافضين لها وتحديدا تخلي أوكرانيا عن عضوية حلف شمال الأطلسي ناتو وبقاء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 روسية والقبول بالأمر الواقع في أقاليم شرق أوكرانيا صحيح أن أوربان زار كييف للإيحاء بأنه يقوم بجهد وساطة لتحقيق السلام لكن مشكلته أنه متهم من الأوروبيين بأنه رجل موسكو في أوروبا بسبب علاقاته الوثيقة بالرئيس الروسي بوتين وعرقلته وتأخيره منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير شباط 2022 لخطوات أوروبية متعلقة بدعم القارة السخي لكييف بحجة أن مساعدة أوكرانيا على الصمود ومواجهة الغزو الروسي هو بمثابة خط دفاع عن دول القارة طوال أكثر من عامين مارس أوربان مقايضة بين تمرير بعض المساعدات والحصول على أموال الاتحاد الأوروبي المخصصة لبلده بعد جائحة كورونا التي جرى تجميدها بسبب مجموعة سياسات الرجل تحركات أوربان الأخيرة دفعت الاتحاد الأوروبي مساء أمس الاثنين إلى التعبير عن امتعاضه من تصرفات أوربان الأحادية بحسب اتهام رئيسة حكومة الدنمارك ميتا فريدركسن وتقرر أن مفوضي الاتحاد الأوروبي لن يشاركوا في الاجتماعات غير الرسمية لمجلس وزراء أوروبا في بودابست نهاية العام الحالي وتخطط المجر خلال ترؤسها الحالي للاتحاد الأوروبي تتناوب بين الدول الأعضاء كل ستة أشهر لعقد عدد من الاجتماعات الأوروبية على أراضيها خلال الأشهر القادمة ونقلت وسائل إعلام أوروبية عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاجتماعات الأوروبية في المجر لن يشارك فيها مسؤولون رفيعو المستوى من المفوضية ويستثنى من ذلك الاجتماعات التي تعقد برئاسة مجرية في كل من بروكسل ولوكسمبورغ والتي عادة ما تشهد اتخاذ قرارات مشتركة وملزمة قلق أوروبي من عودة الترامبية خلال الأسبوع الماضي زار فيكتور أوربان الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب زيارة لم ترق أوروبيين قرأوها على أنها استقواء باحتمالية عودة ترامب إلى البيت الأبيض لأجل تمرير ما يريده أوربان وصديقه بوتين تحت عناوين مهمة للسلام أمر يستدعي القلق العميق على الأقل وفقا للدنماركية فريدركسن التي اعتبرته ينتهك قواعد أوروبية ويروج لأجندات سياسية خاصة بأوربان يخشى الأوروبيون فعليا عودة ترامب وقد جربوا اهتزاز علاقة ضفتي الأطلسي خلال فترته السابقة ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة سواء تعلق الأمر بحلف شمال الأطلسي أو بإضفاء شكوك حيال التعهد الأميركي بالدفاع عن الاتحاد الأوروبي في حالة صدامه مع روسيا ينظر بعض الأوروبيين بكثير من القلق من انتهاج سياسات يمينية محافظة ومتطرفة وعلى ذلك ينظر بعض الأوروبيين بكثير من القلق من انتهاج سياسات يمينية محافظة ومتطرفة وأكثر تشاؤما حيال قدرة ترامب من خلال أمثال أوربان على التنسيق مع القوى الشبيهة في أوروبا لتفتيت التعهد الأوروبي باستمرار دعم أوكرانيا ومن خلال محافظة أوربان على علاقات جيدة مع الكرملين ورفضه مقاطعة وعقوبات أوروبا بحق روسيا وهو ما فعلته أيضا الهند وتركيا وغيرهما من خارج القارة يعتقد الرجل أنه قادر بدعم من ترامب وقوى أوروبية تظهر تذمرا من استمرار الحرب في أوكرانيا على اجتراع خطة سلام تفرض على الاتحاد الأوروبي ويخامر بعض الأوروبيين شكوك في أن ما ناقشه أوربان مع ترامب في فلوريدا يتعلق بإعطاء زخم لفكرة أنه يتوجب العمل على خطة سلام بين أوكرانيا وروسيا بدلا من إرسال الأسلحة والذخيرة إلى كييف حتى لا تتمكن من مواصلة التصدي للجيش الروسي وإذا صحت تقديرات بعض الأوروبيين حيال ذلك ومن خلال عودة ترامب إلى الحكم فهذا يعني استعادة القارة الأوروبية للنقاش العميق حول ضرورة انتهاجها استقلالا عن بديهية التحالف مع واشنطن وهو ما طرحته خلال فترة ترامب الأولى المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكرر الأخير الأمر في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الأخيرة فموقف ترامب واضح من مهمة السلام التي يؤديها أوربان ولا يخرج عن موقفه القائل إنه يجب أن يكون هناك سلام لقد مات الكثير من الناس في الحرب وهو ما كتبه على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال ومع أن أوربان رد على الانتقادات الأوروبية باعتبار جولته المكوكية تمثل فقط المجر إلا أن حدوث تلك الزيارات مباشرة بعد تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لم تقنع الدول الأعضاء ولم تقبل المفوضية الأوروبية التفسير الذي قدمه أوربان مصادر القلق الأوروبي مع كابوس عودة ترامب إلى الحكم في تزايد مع إدراك الساسة التقليديين بينهم وجود قوى سياسية أصبحت تقرأ مواصلة الحرب الأوكرانية كحالة إرهاق لمجتمعاتها وعلى سبيل المثال تضم حكومة جيورجيا ميلوني الإيطالية أقطابا في تحالفها الحاكم ممن لا يقلون قومية متشددة وقربا من الكرملين عن أوربان المجري هذا بالطبع إلى جانب ارتفاع المزيد من الأصوات في شرق القارة ووسطها وجنوبها ممن سيجدون في عودة الترامبية إلى أميركا فرصة لرفع السقف من أجل تأليب الرأي العام الأوروبي وإقناعه بأن السلام أهم من استمرار دفع أثمان الحرب

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح