لا تزال عين أوروبا على الغاز الروسي رغم العقوبات الغربية في هذا الشأن يجري مسؤولون أوروبيون محادثات للحفاظ على تدفق الغاز الروسي عبر خط أنابيب رئيسي بين روسيا وأوكرانيا في الوقت الذي يتسابقون فيه لمنع حرب موسكو من الإضرار بشكل أكبر بإمدادات الطاقة في القارة وذلك وفق تقرير أمس الثلاثاء بوكالة بلومبيرغ ومع تلك المفاوضات ثار سؤال مهم هو هل تعود أوروبا لشراء الغاز الروسي الرخيص وسط الكلف الباهظة التي تكبدتها في العام 2022 ووفق مصادر حاولت أوروبا إبعاد نفسها عن الغاز الروسي منذ اندلاع حرب أوكرانيا لكن العديد من دول أوروبا الشرقية تواصل الحصول عليه عبر خط أنابيب يمر بأوكرانيا وتنتهي الاتفاقية التي تغطي ترتيبات العبور هذه في نهاية هذا العام ومع احتدام الحرب في أوكرانيا يتوقع معظم مراقبي السوق أن يتوقف الغاز الروسي أخيرا عن التدفق إلى أوروبا لكن مسؤولي الحكومات والشركات الأوروبية يتحدثون مع نظرائهم في أوكرانيا حول كيفية الحفاظ على تدفق الغاز في العام المقبل وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر رفضوا الكشف عن هويتهم لأن المحادثات خاصة وفق تقرير بلومبيرغ أحد الخيارات التي تمت مناقشتها هو أن تقوم الشركات الأوروبية بشراء وضخ الغاز من أذربيجان إلى خطوط الأنابيب الروسية المتجهة إلى أوروبا وفقا لبعض الأشخاص ومن شأن مثل هذا الترتيب أن يسمح لأوروبا بتجنب الإحراج الناتج من شراء الغاز الروسي في وقت تحاول فيه تقليص إيرادات موسكو من صادرات الطاقة وانخفضت أسعار الغاز القياسية الأوروبية بما يصل إلى 2 2 أمس الثلاثاء بعد أن كشفت وكالة بلومبيرغ عن المحادثات الجارية وتكتسب هذه الفكرة زخما بعد أن أصبح من الواضح أن أوكرانيا ستؤيدها وبلغت إيرادات عبور الغاز الروسي حوالي مليار دولار في عام 2021 مما وفر تمويلا كبيرا للاقتصاد الأوكراني الذي مزقته الحرب كما أن هناك أيضا مخاوف من أن تصبح خطوط الأنابيب المهجورة أهدافا عسكرية أو أن تصبح في حالة سيئة مما يجعل إصلاحها مكلفا وقال أوليكسي تشيرنيشوف الرئيس التنفيذي لشركة نافتوغاز التي تديرها الدولة في أوكرانيا لوكالة بلومبيرغ نيوز هناك عاملان يجب أن نتذكرهما دائما أحدهما هو أن أوكرانيا لديها بنية تحتية مذهلة لنقل وتخزين الغاز والتي ينبغي استخدامها كما أن أوكرانيا مستعدة لاستخدام هذه البنية التحتية لأنها تجلب الكثير من المزايا ولم تستجب شركة الطاقة الأذربيجانية التي تديرها الدولة سوكار لطلبات التعليق لوكالة بلومبيرغ كما لم تتمكن وزارة الطاقة في باكو التي سعت مرارا وتكرارا إلى زيادة الصادرات إلى أوروبا من التعليق على الفور ولم تستجب الحكومة الروسية كذلك لطلب التعليق ورفضت كذلك غازبروم الروسية التعليق خط الغاز الأذربيجاني مفيد لروسيا ووفق التقرير من الناحية النظرية فإن خطة استخدام الغاز الأذربيجاني يمكن أن تفيد روسيا إذا تم وضعها في مقايضة تسمح لموسكو بإرسال غازها إلى أماكن أخرى وتكافح روسيا للعثور على ما يكفي من العملاء الجدد للوقود حيث تم إنشاء بنيتها التحتية لتزويد أوروبا التي حرمت منها بسبب العقوبات وتقود الصين صفقة صعبة للحصول على الغاز الروسي عبر الأنابيب وربما تأخذ فترة بناء خطوط الأنابيب الجديدة سنوات عديدة حتى في حال توفرت التقنيات المطلوبة وتقول بلومبيرغ إن فكرة المقايضات ليست غريبة على أسواق النفط والغاز ويتم استخدامها عندما لا يكون من الممكن توصيل الوقود فعليا من موقع إلى آخر ووفق تقرير بلومبيرغ قد تكون المبادلة حلا مؤقتا لأن أذربيجان ليس لديها حاليا إنتاج فائض من الغاز وتستخدم بالفعل نظام خطوط الأنابيب الخاص بها إلى أوروبا بكامل طاقتها وتسعى الدولة المطلة على بحر قزوين إلى زيادة صادراتها إلى أوروبا لكن تحقيق دفعة كبيرة يتطلب تحديث البنية التحتية وإبرام عقود جديدة طويلة الأجل بينما كانت روسيا تصدر لأوروبا كميات من الغاز الطبيعي تقدر بـ155 مليار متر مكعب سنويا قبل فرض العقوبات الغربية لا تتجاوز صادراتها السنوية للسوق الصينية 10 8 مليارات متر مكعب فقط ويرى محللون أن عودة صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا ليست مستبعدة لأن سعر الغاز عبر الأنابيب رخيص جدا مقارنة مع سعر الغاز الذي تستورده أوروبا من أميركا عبر الحاويات ويقولون ربما سترتفع كلفة واردات أوروبا من الغاز من مصادر بديلة ولكنها لن تواجه أزمة كما أشارت بعض التقارير في هذا الصدد يقول الخبير بمصرف تي أس لومبارد الاستثماري كريستوفر غرانفيل إن أوروبا ستدفع أكثر لتنفيذ خطة الاستغناء عن الغاز الروسي ويشير في هذا الصدد إلى أن الغاز المسال الذي ستستورده أوروبا من الولايات المتحدة سيكون أغلى من الأسعار التي يدفعها المواطن الأميركي ولكن هذا شيء طبيعي لأن كلفة ناقلات الغاز المسال ارتفعت إلى أعلى مستوياتها بسبب زيادة الطلب على الغاز مقارنة بناقلات النفط