أوروبا بين ضغط الرأي العام وحاجة السلاح الإسرائيلي ساعر يهدد والمفوضية تتراجع
متابعات – المساء برس|
في ظل تصاعد الغضب الأوروبي من الحرب الإسرائيلية على غزة، تواجه المفوضية الأوروبية معضلة حقيقية بين التلويح بالعقوبات وبين الحاجة الملحة للسلاح الإسرائيلي، ما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى التهديد برد مماثل على أي إجراءات تتخذ ضد كيانه، واصفا المقترحات الأوروبية بأنها مشوّهة أخلاقيا وسياسيا.
ساعر اعتبر أن أي خطوة عقابية ستنعكس سلبا على مصالح أوروبا نفسها، مؤكدا أن “إسرائيل” ستواصل الدفاع عن نفسها بمساعدة حلفائها الأوروبيين، في ظل ما وصفه بالحرب الوجودية.
في المقابل، كشفت وكالة بلومبرغ الأميركية أن الصناعة الدفاعية الإسرائيلية، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لا تزال خارج نطاق العقوبات الأوروبية، نظرا لاعتماد جيوش أوروبا عليها بشكل كبير، حيث بلغت مشترياتها العام الماضي أكثر من ثمانية مليارات دولار، أي ما يزيد عن نصف صادرات “إسرائيل” الدفاعية.وبينما يواصل أعضاء حلف الناتو زيادة إنفاقهم العسكري بدفع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يصعب عليهم الاستغناء عن شركات الدفاع الإسرائيلية الثلاث الكبرى: شركة “إلبيت سيستمز”، شركة “رافائيل للأنظمة الدفاعية المتقدمة”، “الصناعات الجوية الإسرائيلية”، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسلاسل التوريد العسكرية الأوروبية.
بلومبرغ نقلت عن مسؤولين في قطاع الدفاع الإسرائيلي أن الطلب الأوروبي على الأسلحة الإسرائيلية مستمر، رغم تصاعد الرأي العام المناهض لإسرائيل، وأن بعض العملاء يطلبون إجراء محادثات سرية حول صفقات مستقبلية.
ورغم ذلك، ظهرت بوادر مقاومة داخل بعض وزارات الخارجية الأوروبية، حيث طُلب من مديري المشتريات وقف التعامل مع إسرائيل مؤقتا، إلى حين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ويعكس المشهد تناقضا صارخا بين المواقف السياسية الأوروبية المعلنة وبين المصالح العسكرية والاقتصادية التي تعيق اتخاذ قرارات حاسمة ضد إسرائيل، في وقت تتزايد فيه مشاهد الدمار والجوع في غزة، وتتعالى الأصوات المطالبة بمحاسبة الكيان المجرم.
ارسال الخبر الى: