أوركسترا القاهرة السيمفوني قيثارة ما زالت تعزف

22 مشاهدة

برزت فكرة إنشاء أوركسترا القاهرة السيمفوني عام 1959 ضمن منجز ثقافي ضخم، كان يقف وراءه ثروت عكاشة، الذي شغل منصب وزير الثقافة بين عامي 1958 و1962، وكان اهتمامه بالفنون الرفيعة عموماً، والموسيقى خصوصاً. يمكن اعتبار تأسيس الأوركسترا قراراً سيادياً بصبغة فنية، فقد أدرك عكاشة أن مصر، لكي تقود المنطقة ثقافياً، يجب أن تملك الأدوات التي يملكها العالم المتقدم.

والأوركسترا السيمفوني أعلى مراتب التنظيم الموسيقي، لأنه يمثل قمة التنسيق والهارموني بين عشرات العازفين تحت قيادة واحدة. حمل القرار رسالة رمزية تعكس الرغبة في بناء مجتمع منظم ومتحضر. وضع عكاشة الحجر الأساس لمرحلة موسيقية جديدة، معتبراً أن الأوركسترا هي لجامعة الموسيقية التي ستتولى نشر التراث الكلاسيكي العالمي (بيتهوفن، موزارت، باخ) في بيئة كانت لقرون تعتمد على الموسيقى الشرقية الأحادية (الميلودية)، وبهدف تكوين ذائقة مصرية قادرة على استيعاب البناء السيمفوني المركب.

وقع اختيار عكاشة على المايسترو النمساوي فرانتس ليتشاور، ليقود الأوركسترا الوليدة، ووضع المعايير التقنية الصارمة منذ اليوم الأول. لم يقتصر دور ليتشاور على قيادة الحفلات، فقد كان مكلَّفاً وضع منهجية للعزف الجماعي، وتدريب الكوادر المصرية على آلات كانت نادرة الوجود في الفرق الشرقية.