أوراق في الأحذية وقصائد في الرغيف هكذا هرب أدب السجون

25 مشاهدة

يقدّم الشاعر السوري محمد الماغوط نموذجاً كبيراً للأدباء الذين اعتبروا تهريب كلماتهم من السجن الوسيلة الوحيدة لعدم التلاشي، إذ تمكن من تهريب مذكراته بعدما خبأها طويلاً داخل ثيابه الداخلية، حيث أنشأ مع ثلة من رفاقه في السجن، وعلى رأسهم أدونيس وكمال خير بك، شبكة سرية من مهربي النصوص لتثبيت الذات داخل فضاء سجن المزة الذي استعمله نظام البعث لسحق المعارضين.

وهو نموذج في قائمة طويلة من الكتّاب الذين ابتكروا أساليب لتهريب كتاباتهم خارج الأسوار، كلما اشتدت عليهم قبضة السجان وتحركت آلة الرقابة بكل جبروتها المادي، إذ يعملون، كل حسب استطاعته، على منح الورق أبعاداً أخرى تمكّنه من اختراق الجدران، في تحدٍّ سياسي وروحي واضح لسلطة السجن التي تحاول التحكم في السجين عبر إخضاع جسده بآلية رقابية تحوله إلى كائن منضبط، على حد تعبير ميشيل فوكو.

فعندما نتأمل كيف خرجت تلك النصوص إلى العالم، ندرك أن مسارها يشكل في حد ذاته تاريخاً موازياً للأدب نفسه. تاريخ كتبه أولئك الذين لم يستسلموا لسطوة السجن ولا لرقابة السجّان، واختاروا أن يمنحوا لكتابتهم ضوءاً قدحوه في ظلمة زنازينهم. ذلك أن هذه الكتابات، وهي تُهرب عبر ثنية قميص مهترئ، أو داخل رغيف خبز، أو في جوف حذاء، أو محفورة في الذاكرة، تطمح إلى أن تتمرّد على شرط وجودها الأول، وأن تصرخ عالياً، وبحرية تامة، بعيداً عن الجسد الخاضع للرقابة.

في مصر، كتب الروائي صنع الله إبراهيم يومياته داخل السجن على أوراق صغيرة كان ينتزعها خفية ليُدوّن عليها تفاصيل حياته اليومية في معتقل الواحات، وحافظ عليها سراً رغم الرقابة الصارمة ومنع أدوات الكتابة، ثم اعتمد على ذاكرته الحادة لتعويض ما لم يتمكن من تسجيله آنذاك، ليغدو النص فيما بعد، عند جمعه وإعادة صياغته بعد خروجه، وثيقة أدبية فريدة تمزج بين أثر التدوين المباشر وإعادة البناء اللاحقة، وتكشف عن علاقة معقدة بين السجين والكتابة.

أنشأ الماغوط ورفاقه في سجن المزة شبكة لتهريب النصوص

أما الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، فقد كتب شعراً انعكس فيه وقعُ السجن وقسوة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح