عاصر أنظمة حاكمة وبنته عدة دول وبات أكثر المطارات قصفا قصة مطار صنعاء من بوابة اليمن الرئيسية إلى نافذتها المغلقة تقرير خاص
في قلب صنعاء، حيث تتنفس المدينة أنفاسها الأخيرة، يقف مطارها الدولي كشاهد صامت على تاريخ منكسر. لم يكن يومًا مجرد مدرج وهياكل خرسانية، بل كان نبض اليمن الحي، نافذته المشرعة على أحلام شعبه. اليوم، لم يتبق منه سوى أطلال تحكي قصة بلد نهشته الحروب، وتحوّل شريانه الحيوي إلى سجن من العزلة، وإلى حاجزٍ قاسٍ قطع أوصال اليمنيين بعالمهم الرحب.
رحلة التأسيس والتطوير
يقع مطار صنعاء الدولي في شمال العاصمة صنعاء، في منطقة بني الحارث، على ارتفاع يتجاوز 2,200 متر عن سطح البحر، ويبعد حوالي 15 كيلومترًا عن قلب المدينة.
إبان ثلاثينيات القرن الماضي، بدأت مدارج المطار البسيطة جداً بالعمل كمهبط بدائي، اقتصر تواصله مع العالم الخارجي على طائرات ألمانيا وإيطاليا، وذلك في ظل احتكار الإمام يحيى حميد الدين وأسرته للتواصل الدولي المحدود. وقتها، لم يكن المطار يحتوي على أنظمة مراقبة دولية، وكانت خطوط الاتصال تقتصر على اللاسلكي مع أبراج المراقبة الدولية.
ومع بزوغ فجر الثورة السبتمبرية، في 26 سبتمبر 1962، دبّت الحياة في هذا المهبط البدائي، وارتفعت آمال اليمنيين معه، لتحول المطار من مجرد تراب إلى بوابة دولية متقدمة.
كانت أيادي العون من الاتحاد السوفيتي ومصر والكويت والسعودية تنسج خيوط أمل، تبني مدرجًا وصالات، لتصل اليمن بالدنيا، وتعد شعبها بغدٍ أجمل، وكان حلمًا يتسع لسماء اليمن كلها، ومطارًا جاهزًا لاستقبال العالم، وصدى لأصوات المسافرين العائدين، وأحلام المهاجرين الذين غادروا بحثًا عن بصيص أمل أو لقمة عيش كريمة.
مثل الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي أول الداعمين والمانح الرئيسي لبناء منشأة مطار صنعاء الدولي، مسهمًا بالدعم الفني والعسكري للثورة اليمنية، ومقدمًا المعدات الملاحية وخبراء في هندسة الطيران والمطارات، مما أسهم بشكل كبير في بناء المدرج الأول للمطار، وإلى جانبه، لعبت جمهورية مصر العربية دورًا بارزًا في بناء وتوسعة المطار خلال وجودها في اليمن (1962–1967) لتنفيذ أغراضها العسكرية والحربية في دعم الثورة، مما ربط صنعاء بالقاهرة برحلات جوية مستمرة.
افتتح المطار يوم الـ26 من سبتمبر 1973 تزامنا مع احتفالات الذكرى الحادية عشر
ارسال الخبر الى: