أمواج الطوفان العاتية
٣٠ مشاهدة
الزلزال الذي أحدثه طوفان الأقصى، لم يكن منذ اللحظة الأولى لثورانه مقصوراً على مركزه، بل الخطورة كانت في توابعه، التي سمعت في أركان الكرة الأرضية، بالذات الولايات المتحدة الأمريكية. في ساعات، حال ما اُوقظ الرئيس الأمريكي من نومه، طار وزير خارجيته إلى إسرائيل، ليعبّر عن مكنون الثقافة الغربية الحقيقي، بعيداً عن زيف مظهرها الليبرالي، عندما قال جملته الشهيره عند لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي: جئتكم اليوم ليس بوصفي وزير خارجية الولايات المتحدة، بل كيهودي، لإشارككم المصاب الجلل! في حقيقة الأمر لم تكن تلك زلة لسان. هناك عبارة شهيرة، كان يرددها الرئيس الأمريكي، عندما كان شيخاً في الكونجرس، لثلاثة عقود، وأكد عليها بعد ثوران طوفان الأقصى، وهي: لو لم تكن إسرائيل موجودة، لعملنا على إيجادها.
إذن: منذ اللحظات الأولى تعاملت واشنطن، ووراءها ما يُسمى بالعالم الحر في الغرب مع الأزمة، وكأنها قضيتهم الأولى. الأخطر: أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، أبدى استعداداً حالاً وقوياً، بدفع تكلفة مواجهة ما حدث في السابع من أكتوبر، مهما بلغت فداحة الثمن، وصولاً للتضحية بالقيم الليبرالية، التي تشكلُ الشرعية السياسية والأخلاقية والقانونية، لأنظمة الحكم الغربية، بما فيها الممارسةُ الديمقراطية (التاج السلوكي) لثقافة الغرب المعاصرة.
طوفانُ الأقصى، كشف زيف الثقافة الغربية، الممتدُ لأكثر من خمسٍ وعشرين قرناً، منذ تجربة الحضارة اليونانية، مروراً بالثقافة المسيحية الهجينة، إلى تجربة القيم العلمانية (الليبرالية)، مكلّلاً بالممارسة الديمقراطية، ببعدها السلوكي. هذا التراث الغربي الممتدُ، يؤكدُ على عنصرية مقيتة، تزعم: أن الحرية هي خاصية - إن صح التعبير - «جينية» لشعوب الشمال الغربية، ليست
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على