أمهات معيلات في زمن الحرب
تعز – تسنيم العبسي
في قلب المدينة المحاصرة تعز، تدور معركة صامتة تعاني فيها أسرة بلا معيل من آلام الفقر والحاجة الماسة. تُعد تعز واحدة من المدن الأكثر تضررًا من الحرب، وهذا ما يزيد من صعوبات الحياة للأسر التي تعيش دون مُعيل.
تروي قصة أسرة الحسيني الواقع المرير. تتألف الأسرة من أم وثلاثة أطفال صغار، يواجهون صعوبات متعددة في سبيل البقاء وتلبية احتياجاتهم الأساسية. بعد أن فقدوا والدهم في الحرب، لم يتبقَّ لهم سوى الأمل الضئيل والإرادة القوية لمواجهة التحديات.
الأم، أسماء العبسي (35 عامًا) تجد نفسها في موقف صعب، حيث حملت على عاتقها رعاية أبنائها الثلاثة، بعد أن فقدت زوجها في 2018 في إحدى جبهات مدينة تعز، ما جعلها في قلب معركة الخدمات التي يجب أن توفرها لتربية الأطفال.
أسماء واحدة من آلاف النساء في اليمن عامة وتعز خاصة، اللاتي وجدن أنفسهن في مقام الأب والأم معًا، لتعويض فقدان معيل الأسرة في الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات.
وصل عدد الأسر التي تعيلها نساء في عموم اليمن، نحو 26% من إجمالي الأسر النازحة المقدر عددهم 4.3 مليون شخص، تعيلها نساء، مقارنة بـ9% قبل بدء الصراع في 2015، نتيجة فقدان المعيل الرجل في الحرب، حسب .
وبالرغم من هذه الزيادة لا تزال المواقف الاجتماعية تجاه المشاركة الاقتصادية للمرأة وتنقلها على ما هي عليه بدون تغيير، حسب المصدر نفسه.

فقدان المعيل
تعد مهمة توفير مستلزمات العيش الأساسية في هذه المرحلة، أمرًا في غاية الصعوبة، يعجز عنه معظم الرجال ذوي الدخل الشهري، لغلاء أسعار المواد الغذائية وإيجارات المنازل، وهي تحديات تواجه أسماء ومثيلاتها بشكل مضاعف، إلى جانب مسؤولية رعاية الأطفال.
يقول ابنها محمد ذو الـ14 عامًا: ”أمي عانت كثيرًا في قيامها بدور الأم والأب معًا، تكابد كل يوم كي لا نشعر أن فقدان أبي أحدث فارقًا كبيرًا في حياتنا، لكننا جميعًا حُرمنا من الشعور بالأمان”.
أثر فقدان الأم شعور الأمان،
ارسال الخبر الى: