أمن صنعاء وأخواتها مفقود في المناطق المحتلة
في غمرة الصراعات التي تعصف بالمنطقة، تبرز العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق الحرة كنموذج فذّ للاستقرار الأمني، وهو إنجاز استثنائي تتناقض تفاصيله الصارخة مع حالة الفوضى والانفلات المريع التي تعيشها المناطق المحتلّة.
إن الأجهزة الأمنية في صنعاء والمناطق الحرة، بإشراف وتوجيه من وزارة الداخلية والمجلس السياسي الأعلى، لم تكتفِ بتوفير الأمن، بل تحولت إلى حصن الأمن المنيع الذي تكسرت على أسواره كُـلّ المخطّطات التخريبية.
لم يكن هذا التحول وليد الصدفة أَو مُجَـرّد ضربة حظ، بل جاء ثمرة جهود دؤوبة وتخطيط محكم وإرادَة صلبة من قبل الأجهزة التي نجحت في تحويل العاصمة من مُجَـرّد بؤرة محتملة للتخابر والتجسس والتجنيد، التي كانت تسعى لها أجنحة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، إلى قلعة أمنية صلبة.
لقد تمكّنت هذه الأجهزة اليقظة، بالتعاون الوثيق مع المجتمع اليمني، من تفكيك الخلايا الإجرامية والتجسسية والمخابراتية والإرهابية التي تحيكها هذه الاستخبارات، خافضةً معدلات الجريمة بشكل ملحوظ وغير مسبوق.
إن ترسيخ سلطة القانون في المناطق الحرة، مقدّمةً بذلك خارطة طريق للسلام واليقظة، يستحق عظيم التبجيل والتقدير.
إن مشهد المقارنة بين نجاح الجانب الأمني الساطع في المناطق الحرة والفشل الذريع لما يسمى بالجانب الأمني في المناطق المحتلّة، يمثل دليلًا دامغًا على تباين الإرادَة والكفاءة.
في صنعاء الحرة، جسدت الأجهزة الأمنية قوة الردع الفوري عندما نجحت في الإمساك بقاتل الدكتورة وفاء الباشا، التي تعرضت للاغتيال الجبان مساء يوم الجمعة، وكان القبض على الجناة، وهم عناصر إجرامية، خلال ساعات وجيزة بعد ارتكابهم للجريمة، ليؤكّـد يقظة الجهاز الأمني وسرعة استجابته المذهلة ويجسد الإرادَة الأمنية النافذة.
بينما في تعز المحتلّة، على النقيض تمامًا، سقطت مديرة صندوق النظافة في تعز، إفتهان المشهري، ضحية تهديدات مسجلة ومسبقة وتواطؤ أمني مفضوح، وقد أثبت فشل ما يسمى بـ”الأجهزة الأمنية” في تعز في الإمساك بقتلتها أن هناك إرادَة أمنية مفقودة، بل وتواطؤًا يشي بفشل مؤسّساتي ذريع.
إن نجاح الأجهزة الأمنية بصنعاء في الإمساك بقاتل الدكتورة وفاء الباشا لم يكن مُجَـرّد إنجاز جنائي، بل يفتح ملف “الإرادَة الأمنية المفقودة” في المناطق المحتلّة،
ارسال الخبر الى: